إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٤٧
له غيبة أخرى حين هاجر إلى الشام.
وكذا ورد أن لموسى غيبة أخرى في التيه. وغيبة يونس بن متى حين التقطه الحوت.
وكذا غاب سليمان حين أخذ الماء خاتمه. ونقل بعض أهل التواريخ أن مريم هربت بعيسى عن اليهود إلى مصر اثنتي عشرة سنة. (1) وفي نهج المحجة روي عن الصادق (عليه السلام): غيبة إلياس في الجبل عن الملك أجب سبع سنين إلى أن رفعه الله إليه واستخلف اليسع على بني إسرائيل. (2) الرابع: غيبة يوسف (عليه السلام) فإنها كانت عشرين سنة، وكان هو بمصر ويعقوب (عليه السلام) بفلسطين وبينهما مسيرة تسعة أيام فاختلف الأحوال عليه في غيبته حتى أنه روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قدم أعرابي على يوسف يشتري منه طعاما فباعه فلما فرغ قال له يوسف: أين منزلك؟ قال:
بموضع كذا. فقال له: إذا مررت بوادي كذا وكذا فقف فناد: يا يعقوب يا يعقوب، فإنه سيخرج إليك رجل عظيم جميل جسيم وسيم فقل له: رأيت رجلا بمصر وهو يقرئك السلام ويقول لك: إن وديعتك عند الله عز وجل لن تضيع. قال: فمضى الأعرابي حتى انتهى إلى الموضع فقال لغلمانه: احفظوا علي الإبل ثم نادى: يا يعقوب يا يعقوب، فخرج إليه رجل أعمى طويل جميل يتقي الحايط بيده حتى أقبل فقال الرجل: أنت يعقوب؟ فقال:
نعم، فأبلغه ما قال يوسف، فسقط مغشيا عليه ثم أفاق فقال: يا أعرابي ألك حاجة إلى الله تعالى عز وجل؟ فقال: نعم، إني رجل كثير المال ولي بنت عم وليس لي ولد منها فأحب أن تدعو الله عز وجل يرزقني ولدا، فتوضأ يعقوب وصلى ركعتين ثم دعا الله عز وجل فرزقه الله أربعة أبطن أو قال: ستة أبطن في كل بطن ابنان. وكان يعقوب يعلم أن يوسف حي لا يموت وأن الله تعالى ذكره سيظهره له بغد غيبته.
والدليل عليه: أنه لما رجع إليه بنوه يبكون قال لهم: يا بني ما لكم تبكون وتدعون بالويل والثبور؟ وما لي لا أرى فيكم حبيبي يوسف؟ قالوا: يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين، وهذا قميصه قد أتيناك به. قال: ألقوه إلي، فألقوه على وجهه فخر مغشيا عليه، فلما أفاق قال لهم: يا بني ألستم تزعمون أن الذئب أكل حبيبي يوسف؟ قالوا: نعم، قال: ما لي لا أشم ريح لحمه وما لي أراه صحيحا، هبوا أن

1 - كمال الدين: 137.
2 - بقية إلياس راجع منار الهدى: 632.
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»