إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٤٦
في إمكان الغيبة الغصن الرابع في إمكان الغيبة وعدم استبعادها ومن اتفقت لهم الغيبة من الأنبياء والأولياء والأوصياء وذكر جمع من المعمرين مشتمل على فرعين:
الفرع الأول في إمكان الغيبة ومن اتفقت لهم الأول: إدريس النبي (عليه السلام)، فقد غاب عن شيعته حتى آل الأمر إلى أن تعذر عليهم القوت، وقتل الجبار من قتل منهم وأفقر وأخاف باقيهم، ثم ظهر فوعد شيعته بالفرج وبقيام القائم من ولده وهو نوح، ثم رفع الله عز وجل إدريس فلم تزل الشيعة يتوقعون قيام نوح قرنا بعد قرن وخلفا عن سلف، صابرين من الطواغيت على العذاب المهين حتى ظهرت نبوة نوح (1).
الثاني: صالح (عليه السلام) فقد غاب عن قومه زمانا وكان يوم غاب عنهم كهلا، فلما رجع إليهم لم يعرفوه من طول المدة (2).
الثالث: إبراهيم (عليه السلام) فإن غيبته تشبه غيبة مولانا القائم (عليه السلام)، لأن الله سبحانه قد غيب أثر إبراهيم وهو في بطن أمه حتى حوله عز وجل بقدرته من بطنها إلى ظهرها، ثم أخفى أمر ولادته إلى وقت بلوغ الكتاب أجله، وذلك أن منجم نمرود أخبره بأن مولودا يولد في أرضنا فيكون هلاكنا على يده وكان فيما أوتي المنجم من العلم: سيحرق بالنار ولم يكن أوتي أن الله سينجيه، فحجب النساء عن الرجال، فلما حملت أم إبراهيم به بعث القوابل إليها فلم يعرفن شيئا من الحمل، فلما ولد ذهبت به أمه إلى غار ثم وضعته وجعلت على الباب صخرة ثم انصرفت عنه، فجعل الله عز وجل رزقه في إبهامه فجعل يمصها ويشرب لبنا، وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة، فجعل يكبر في الغار ويشب حتى قام بأمر الله تعالى. وقد غاب غيبة أخرى سار فيها في البلاد بعد نجاته من النار. ونقل أنه كانت

1 - راجع كمال الدين: 127.
2 - كمال الدين: 136 غيبة صالح.
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 ... » »»