إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٣٦
التحذير شئ أبلغ من قولهم: إن الرجل يصبح على شريعة من أمرنا ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا ويصبح وقد خرج منها، أليس هذا دليل على خروج من نظام الإمامة وترك ما كان يعتقد منها إلى تبيان الطريق؟ وفي قوله (عليه السلام): والله لتكسرن تكسر الزجاج وإن الزجاج ليعاد فيعود كما كان، والله لتكسرن تكسر الفخار فإن الفخار ليكسر فلا يعود كما كان، فضرب ذلك مثلا لمن يكون على مذهب الإمامية فيعدل عنه إلى غيره بالفتنة التي تعرض له، ثم تلحقه السعادة بنظرة من الله فيتبين ظلمة ما دخل فيه وصفي ما خرج منه، فيبادر قبل موته بالتوبة والرجوع إلى الحق، فيتوب الله عليه ويعيده إلى حاله في الهدى، كالزجاج الذي يعاد بعد تكسيره فيعود كما كان. ولمن يكون على هذا الأمر فيخرج عنه ويتم على الشقا بأن يدركه الموت وهو على ما هو عليه غير تائب منه، عايد إلى الحق فيكون مثله كمثل الفخار الذي يكسر فلا يعاد إلى حاله، لأنه لا توبة له بعد الموت ولا في ساعته. نسأل الله الثبات على ما من به علينا وأن يزيد في إحسانه إلينا فإنما نحن له ومنه.
(وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام): لتمحصن يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب الكحل يدري متى ما يقع الكحل في عينه، ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا ويصبح وقد خرج منها (1).
(وفيه) عن إبراهيم بن هليل قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك مات أبي على هذا الأمر وقد بلغت من السنين ما قد ترى، أموت ولا تخبرني بشئ، فقال: يا أبا إسحاق أنت تعجل. فقلت: إي والله أعجل، وما لي لا أعجل وقد بلغت أنا من السن ما قد ترى؟ قال: أما والله يا أبا إسحاق ما يكون ذلك حتى تميزوا وتمحصوا وحتى لا يبقى منكم إلا الأقل ثم صفر كفه (2).
(وفيه) عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام): والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا وتميزوا وحتى لا يبقى منكم إلا الأندر (3).
وفي إثبات الهداة للشيخ الحر العاملي عامله الله بالخير عن الرضا (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه

1 - غيبة النعماني: 206 ح 12 باب 12.
2 - غيبة النعماني: 208 ح 14 باب 12.
3 - غيبة النعماني: 208 ح 15 باب 12.
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»