إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٤٨
القميص انكشف من أسفله، أرأيتم ما كان في منكبه وعنقه كيف خلص عنه الذئب من غير أن يخرقه؟ إن هذا الذئب مكذوب عليه، وإن ابني لمظلوم، بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، فتولى عنهم ليلتهم تلك لا يكلمهم وأقبل يرثي يوسف ويقول: حبيبي يوسف الذي كنت أؤثره على جميع أولادي فاختلس مني، حبيبي يوسف الذي كنت أرجوه بين أولادي، فاختلس مني، حبيبي يوسف الذي كنت أوسده بيميني وأوثق شمالي، فاختلس مني، حبيبي يوسف الذي كنت أؤمن به وحشتي وأصل به وحدتي، فاختلس مني، حبيبي يوسف، ليت شعري في أي الجبال طرحوك؟ أو في أي البحار أغرقوك؟ حبيبي يوسف ليتني كنت معك فيصيبني الذي أصابك (1).
وقال الصادق (عليه السلام): قال يعقوب (عليه السلام) لملك الموت: الأرواح تقبضها مجتمعة أو متفرقة؟
فقال: بل متفرقة. فقال: هل قبضت روح يوسف في جملة ما قبضت من الأرواح؟ قال: لا.
فعند ذلك قال لبنيه (2): * (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) * (3).
فحال العارفين في وقتنا هذا بصاحب الزمان حال يعقوب في معرفته بيوسف وغيبته، وحال الجاهلين به وبغيبته والمعاندين في أمره حال إخوة يوسف الذين من جهلهم بأمر يوسف وغيبته قالوا لأبيهم يعقوب * (تالله إنك لفي ضلالك القديم) * (4).
الخامس: غيبة موسى فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): لما حضرت يوسف الوفاة جمع شيعته وأهل بيته، فحمد الله وأثنى عليه ثم حدثهم شدة تنالهم، يقتل فيها الرجال وتشق فيها بطون الحبالى وتذبح الأطفال حتى يظهر الحق من ولد لاوي بن يعقوب، وهو رجل أسمر طويل، ونعته لهم بنعته، فتمسكوا بذلك، ووقعت الغيبة والشدة على بني إسرائيل وهم منتظرون قيام القائم أربعمائة سنة حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره واشتدت البلوى عليهم وحمل بالحجارة والخشب، وطلب الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فاستتر، فراسلوه وقالوا: كنا مع الشدة نستريح إلى حديثك، فخرج بهم إلى بعض الصحاري وجعل يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الأمر وكانت له فترة، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى، وكان في ذلك الوقت حدث السن، وخرج من عند فرعون يظهر النزهة فعدل عن

١ - كمال الدين: ١٤١.
٢ - روضة الكافي: ٨ / ١٩٩.
٣ - يوسف: ٨٧.
٤ - يوسف: ٩٥.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»