بالتصرف، وبمعنى الناصر والمحب والجار وابن العم والمعتق وغير ذلك، والمناسب للحديث من هذه المعاني أربعة السيد والأولى بالتصرف والناصر والمحب، واللفظ المشترك بلا قرينة معينة ليس له ظهور في واحد من المعاني المشتركة، فكيف يثبت بهذا الحديث مولوية حضرة الأمير (ع) وأولويته بالتصرف في أمور الناس من غيره؟ وترقى وادعى إن قوله (ص) (اللهم وآل من والاه... إلخ) قرينة مقارنة على إرادة المحب والناصر وقد تصدى للجواب عن ذلك بعض العلماء بوجوه: - منها: إن صدر الحديث وهو قوله (ص) (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم) قرينة معينة لإرادة السيد والأولى بالتصرف من المولى، وإلا لما صح التفريع في (فمن كنت مولاه)، وإنكار التفتازاني لوجود صدر الحديث لا يلتفت إليه بعد ما بينا تواتر الحديث المز بور، وإلا ينسد باب الاستدلال بالسمعيات.
وحاصله إن رواة صدر الحديث إذا بلغوا ما يفيد العلم للخالي عن الغر ض والمرض، كفى في صدوره متواترا خصوصا بعد ملاحظة شواهد الحال وانتفاء دواعي الكذب، ولا يلزم في ذلك رواية جميع الرواة وأهل الحديث.
ومنها: إن التحابب والتناصر بين المؤمنين ثابت بقوله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)، ولا داعي لخروج علي عن عموم المؤمنين ليأكد النبي (ص) دخوله فيهم بهذا الخبر في رمضاء الهجير، ويقيم بذلك الوادي ويدع الناس تستظل بظل دوابها وتلف ثيابها على أقدامها من حرارة الأرض، فإن المنصف لا يرتاب في أن الاهتمام بمثل