تعريض بحق الأمير، وليس لمثل هؤلاء من الجواب إلا الإعراض وتركهم في طغيانهم يعمهون.
الحديث الثاني: - من الأحاديث التي اتفقت عليه الأمامية، وأهل السنة، ولكنه ورد بعبارات مختلفة اللفظ متقاربة المعنى، والقدر الجامع منها المتواتر معنى إن خلفاء رسول الله (ص) الذين لهم التصرف في نفوس الأمة وأموالهم عددهم اثنا عشر خليفة، وكلهم من قريش ودين الإسلام ما داموا موجود وبسبب وجودهم عزيز ممضى ومجرى، وحيث أني لم أعثر على منكر لهذا المعنى المتواتر من جماعة هذه الأحاديث حتى إن الفاضل الروزبهاني اعترف بهذه الأحاديث مع إنكاره لأكثر المتواترات، لذلك لم أتعرض لمن نقله من أهل السنة في كتابه إذ قل ما يخلو منه كتاب من كتبهم التي تعرضوا فيها للإمامة بل وغيرها، ودلالة هذه الأحاديث على حقية مذهب الشيعة غني عن البيان كمنافاته لما ذهب إليه غير الأمامية من المسلمين خصوصا أهل السنة، ومن هنا تعرف سقوط الحديث المروي عند أهل السنة عن النبي (ص) (إن الخلافة بعدي ثلاثون سنة، وبعدها تكون ملكا عضوضا) بتنزيله على زمان خلافة الخلفاء بل كذبه، إذ من قبول هذه الأحاديث يلزم تكذيب الحديث المرقوم بالتحديد، لكن لعدم مبالاتهم بإنكار الضروريات وعنادهم في البديهيات أخذوا في توجيه الأحاديث الناصبة على إن عدد الخلفاء إثنا عشر خليفة بمحامل سخيفة سقطوا من حيث لا يشعرون.
ونقل عن الفاضل الروزبهاني إنه قال: اختلفت العلماء في معنى هذه الأحاديث، فقال بعض إن معناها إن أمر الدين عزيز في مدة خلافة أثني عشر خليفة حتى تبلغ ثلاثمائة سنة بعدها تكثر الفتن في الناس ويذل