رسالة في الإمامة - الشيخ عباس ( نجل الشيخ حسن صاحب كتاب أنوار الفقاهة ) - الصفحة ١٠٥
فيقال: صلى الله عليه، ولا يقال دعا الله عليه، ومع إن الصلاة بمعنى الدعاء، وقال الفاضل الرضي (رحمه الله) إن العلم والمعرفة بمعنى واحد مع تعدي العلم إلى مفعولين دون المعرفة، وأيضا أنت وكاف الخطاب بمعنى واحد مع إنه يقال: إنك عالم، ولا يقال إن أنت عالم.
يقول المؤلف: أجوبة القاضي (وأجوبة سائر العلماء رضوان الله عليهم تكفي في رد العضدي وغيره ممن فسر المولى في الحديث بالمحب والناصر غير إن الذي يختلج بنظر القاصر إن فساد التفسير المذكور لا يحتاج إلى هذه التفاصيل وإلى النقض والابرام، بل يكفي في فساد ذلك اختلاله بحسب المعنى كما لو فسر بالجار والمعتق فإنه لفساده بحسب المعنى اتفق الفريقان على عدم جواز تفسير الحديث بهما مع أنهما من معاني المولى.
وتوضيحه: إن مفاد الحديث على تقدير أن المولى بمعنى المحب والناصر. إن كل من أحبه وأنصره فعلي كذلك يحبه وينصره لأن المحب غير المحبوب، والناصر غير المنصور، وهذا المعنى مضافا إلى ركاكته وعدم إفادته المقصود من جهة إن الواجب على الناس كافة محبة النبي (ص) علي (ع) ونصرته ومودته، إن الحديث حينئذ مردد بين الأخبار والإنشاء، ولكل واحد منهما أفسد من صاحبه، إما الأول فلأن محض الأخبار كلام لغو لا فائدة له أحاشى مقام النبوة عنه، أترى أن النبي (ص) ينزل ذلك المنزل الوعر ويجمع الناس بذلك الصعيد العاري من الماء والكلأ، ويخطب تلك الخطبة في حر الهجير، ويكون جل مقصده إخبار الناس بأن من أحبه وأنصره فعلي (ع) يحبه وينصره، فأي لطف وأي فائدة في ذلك، ومن استماع هذا الحديث أي علم أم عمل يحصل للسامع، نعم لو كان من معاني المولى الحقيقة المحبوب والمنصور لأمكن
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»