رسالة في الإمامة - الشيخ عباس ( نجل الشيخ حسن صاحب كتاب أنوار الفقاهة ) - الصفحة ١٠٣
ويقال فلان أولى بالأمر الفلاني، ولا يقال فلان مولى بكذا، وعلى فرض صحة الإطلاق، وإنهما بمعنى فذيل الحديث من قوله (ص) (اللهم وآل من والاه) قرينة على إرادة المحب من المولى، ولو سلم إن المولى بمعنى الأولى، وأعرض عن القرينة المذكورة فدلالته على الأولوية في التصرف ممنوعة، بل غايته الدلالة على أولوية الأمير (ع) في أمر من الأمور فالمولى هنا كالأولى في قوله تعالى (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه (يعني بالمتابعة والقرب إلى خليل الله إبراهيم... هذا ملخصه.
وأجاب القاضي الششتري (رحمه الله) عن جميع ذلك. أما إنكار ورود المولى بمعنى الأولى ففيه إنه خلاف ما نص عليه أهل اللغة، فعن أبي عبيده وهو من أهل اللسان إن المولى في آية (مولاهم النار (فسرت بالأولى، وورد ذلك في الشعر أيضا، وفي الحديث النبوي (أي امرأة نكحت بغير أذن مولاها) أي بغير أذن سيدها ومالكها فإنكار العضدي لوروده في اللغة كما ترى.
وأما الآية الشريفة ففرق بينها وبين ما نحن فيه، لأن الأولى فيها أضيفت لنفس إبراهيم (ع) بخلاف حديث الغدير، فإن الأولى فيه بالقياس إلى الناس، ولو أن الآية (إن أولى الناس بإبراهيم (من نفسه يكون من قبيل ما نحن فيه.
أقول كأن القاضي أراد بهذا الرد إن التفضيل لا بد فيه من أمور ثلاثة، المفضل والمفضل عليه والمفضل فيه، فلو قال أحد: أنا أولى بك من زيد، كان المفضل هو المتكلم، والمفضل عليه المجرور بمن، والمفضل فيه ما يتعلق بالمخاطب من الأمور بدلالة قرينة المقام، ومراد القاضي من قوله
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»