عن أسباط بن نظر عن سماك عن حبيش عن علي (عليه السلام): " إن النبي (صلى الله عليه وآله) حين بعثه ببراءة فقال:
يا نبي الله إني لست باللسن ولا بالخطيب، قال: فما بد أن أذهب بها أنا وتذهب بها أنت، قال: فإن كان ولابد فسأذهب بها أنا، قال: فانطلق فإن الله يثبت لسانك ويهدي قلبك، قال: ثم وضع يده على فمه " (1).
الخامس: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا الفضل بن الحباب قال: حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه ورده وقال: " لا يذهب بها إلا رجل من أهل بيتي " فبعث عليا (عليه السلام) (2).
السادس: من صحيح البخاري في الجزء الأول منه على حد ثلثه الأول في باب ما يستر من العورة قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا يعقوب، حدثنا ابن أخي شهاب عن عمه قال: أخبرني حميد ابن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة مؤذنا بين الناس يوم النحر أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا يأمره أن يؤذن ببراءة قال أبو هريرة: فأذن علي معنا في أهل منى يوم النحر ألا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان (3).
السابع: ومن الجزء الخامس من صحيح البخاري أيضا في باب قوله تعالى: * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله) * قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب: فأخبرني حميد (4) بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في المؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى ألا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، قال حماد: ثم أردف النبي (صلى الله عليه وآله) بعلي (عليه السلام) وأمره أن يؤذن ببراءة، قال أبو هريرة فأذن علي في أهل منى يوم النحر ببراءة وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان (5).
الثامن: ومن تفسير الثعلبي في تفسير سورة براءة قوله تعالى: * (براءة من الله ورسوله) * محمد بن إسحاق عن مجاهد وغيرهما نزلت في أهل مكة وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عاهد قريشا يوم الحديبية على أن يضعوا الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض، فدخلت خزاعة في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودخلت بنو بكر في عهدة قريش، وكان مع هذا عهود بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين