* وهذا قول كل من: الواقدي وابن جرير الطبري وصاحب كتاب الإستيعاب أبو عمر ابن عبد البر (1)، ومحمد ابن المنذر وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأبو حازم المدني والكلبي وابن إسحاق (2).
وأبو جعفر الإسكافي وشيوخ المعتزلة كافة (3).
والثعلبي في قول تعالى: * (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) * قال: وهو قول ابن عباس وجابر وزيد ومحمد بن المنكدر وربيعة المرائي (4).
* خامسا: أننا لو سلمنا جدلا صحة ما قيل: إن أبا بكر أول من أسلم، فإنه يحمل على إنه آمن بما آمن به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام).
ولذا نجد أن الله لم يصف هارون وزير موسى (عليه السلام) بأنه أول من آمن بموسى ورسالته بل وصف السحرة بذلك، قال تعالى: * (قالوا لا ضير أنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين) * (5).
وعلي بمنزلة هارون إلا النبوة كما يأتي.
هذا، ويمكن أن يقال: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يقال عنه أول من أسلم وآمن، وذلك لأنه لم يكن مشركا بالله حتى نقول أنه أسلم وآمن من بعد إشراكه، فكذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فبإجماع الأمة إنه لم يسجد لصنم، فهو صلوات الله عليه لم يشرك بالله طرفة عين أبدا حتى يحتاج إلى أن يسلم، أو يكون أول من أسلم وهذا مذهب أكثر الناس:
* قال المسعودي: ذهب كثير من الناس إلى أنه [علي بن أبي طالب] لم يشرك بالله شيئا فيستأنف الإسلام، بل كان تابعا للنبي صلى الله عليه وسلم في جميع أفعاله مقتديا به وبلغ وهو على ذلك، وأن الله عصمه وسدده ووفقه لتبعيته لنبيه (عليه السلام) لأنهما كانا غير مضطرين ولا مجبورين على فعل الطاعات، بل مختارين قادرين، فاختارا طاعة الرب وموافقة أمره واجتناب منهياته (6). ونحوه عن المقريزي كما تقدم.
وتقدم قول البلاذري وابن كثير: قال الزهري وسليمان بن يسار وعمران ابن أبي أنس وعروة بن الزبير: أول من أسلم زيد بن حارثة، وكان هو وعلي يلزمان النبي.. ويرصدانه (7).