الثالث: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهما السلام) يقولان: " أن الله عز وجل فوض إلى نبيه (عليه السلام) أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الآية * (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) *. (1) الرابع: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لبعض أصحابه قيس الماصر: " إن الله عز وجل أدب نبيه فأحسن أدبه فلما كمل الأدب قال: * (إنك لعلى خلق عظيم) * ثم فوض إليه أمر الدين والأمة ليسوس عباده فقال عز وجل: * (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) * وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان مسددا موفقا ومؤيدا بروح القدس لا يزل ولا يخطئ في شئ ما يسوس به الخلق فتأدب بآداب الله ثم أن الله عز وجل فرض الصلاة ركعتين ركعتين عشر ركعات فأضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الركعتين ركعتين وإلى المغرب ركعة فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركهن إلا في سفر وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر والحضر فأجاز الله له ذلك كله فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة، ثم سن رسول الله (صلى الله عليه وآله) النوافل أربعا وثلاثين ركعة مثلي الفريضة فأجاز الله عز وجل له ذلك، والنافلة والفريضة إحدى وخمسون ركعة منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعد بركعة مكان الوتر، وفرض الله عز وجل في السنة صوم شهر رمضان وسن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صوم شهر شعبان وثلاثة أيام من كل شهر مثلي الفريضة فأجاز الله عز وجل ذلك له، وحرم الله عز وجل الخمر بعينها وحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسكر من كل شراب فأجاز الله له ذلك، وعاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشياء وكرهها ولم ينه عنها نهي حرام وإنما نهى عنها نهي اعافة وكراهة، ثم رخص فيها فصار الأخذ برخصه واجبا على العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه وعزائمه ولم يرخص لهم رسول الله فيما نفاهم عنهم نهي حرام ولا فيما أمر به أمر فرض لازم، فكثير المسكر من الأشربة نهاهم عنه نهي حرام لم يرخص فيه لأحد ولم يرخص رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأحد تقصير الركعتين اللتين ضمها إلى ما فرض الله عز وجل بل ألزمهم ذلك إلزاما واجبا لم يرخص لأحد في شئ من ذلك إلا للمسافر وليس لأحد أن يرخص ما لم يرخصه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فوافق أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر الله عز وجل ونهيه نهي الله عز وجل ووجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تبارك وتعالى " (2).
(١٣١)