المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ٧٢
وصنف بعض فضلاء الشافعية كتابا سماه " النكت الشريفة في الرد على أبي حنيفة " (1) رأيته في مصر، ذكر فيه جميع ما ذكره الغزالي وزاد أشياء أخر.
ولا شبهة في وجوب تقليد المتفق على علمه وعدالته، لأن ظن الصواب معه أغلب، ولا يجوز العمل بالمرجوح مع وجود الراجح إجماعا، والجرح مقدم على التعديل كما تقرر.
ثانيها: أنه (عندنا) من أهل البيت المطهرين بنص القرآن، والتطهر هو: " التنزه عن الآثام، وعن كل قبيح " كما نص عليه ابن فارس (2) في مجمل اللغة (3)، وهذا نفس العصمة التي يدعيها الشيعة.
وأبو حنيفة ليس منهم إجماعا، ويتحتم تقليد المطهر بنص القرآن ليتقن النجاة معه.

(١) قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الذريعة ٢٤ / ٣٠٤: " النكت الشريفة فيما يتعلق بأبي حنيفة، رأيت النقل عنه في بعض المجاميع، وللغزالي كتاب المنخول في الطعن عليه ".
(٢) هو العلامة اللغوي المحدث أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، قال عنه سعد بن علي الزنجاني: " كان أبو الحسين من أئمة اللغة، محتجا به في جميع الجهات، غير منازع ".
وكتاب المجمل أشهر مصنفاته التي يبلغ عددها أكثر من " ٤٥ " مصنف في أغلب العلوم، ولد بقزوين وتوفي بالري في صفر سنة ٣٩٥ ه‍.
تجد ترجمته في أعيان الشيعة ٩ / ٢١٥، ووفيات الأعيان ١ / ١١٨ وغيرها.
(٣) مجمل اللغة ٣ / ٣٣٥. وقال في كتابه معجم مقاييس اللغة ٣ / 428 مادة طهر: " التطهير هو التنزه عن الذم، وعن كل قبيح ". وراجع كتاب وصول الأخبار: 46.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست