الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٢ - الصفحة ١٧٨
الدعوى نعلم أنها وقعت من متأخريهم بالأخبار المنقولة، وقد روي عن السيد (1) أنه قال: ما لأمير المؤمنين عليه السلام فضيلة إلا ولي فيها قصيدة وشعر، وليس في أشعاره ادعاء مثل هذا النص، وإنما ذكر فيها الأخبار المروية، ويقال: إن أول من جسر على هذه الدعوى ابن الراوندي ومن جرى مجراه ".
قال: " وكيف وقع نقل فضائله، ومقاماته، المحمودة في الحروف

(١) في حاشية المغني " من هذا السيد " وقد خفي على الأستاذ المحقق والدكاترة المشرفون بما فيهم طه حسين الذي طبع جزء الإمامة من المغني بإشرافه: أن المراد بالسيد إسماعيل بن محمد الحميري الشاعر المشهور الذي ملأ لقبه هذا كتب الأدب والشعر والتراجم وإليك نماذج من ذلك ففي الأغاني ٧ / ٢٣٦: عن عبد الله بن إسحاق الهاشمي: " جمعت للسيد ألفين وثلاثماية قصيدة، وقال أبو الفرج في ٧ / ٢٥٦ " كان السيد يأتي الأعمش سليمان بن مهران فيكتب عنه فضائل علي بن أبي طالب ". وسماه صاحب العقد الفريد بالسيد في أكثر من موضع منها ج ٥ / ٤٠٤ و ٤٠٦ وقال ابن المعتز في طبقات الشعراء ص ٣٢ " كان السيد أحذق بسوق الأحاديث والمناقب والأخبار في الشعر لم يترك لعلي بن أبي طالب فضيلة معروفة إلا نقلها " وفي رجال الكشي " إن أبا عبد الله الصادق عليه السلام لقي السيد الحميري فقال: سمتك أمك سيدا وفقت في ذلك وأنت سيد الشعراء فقال السيد في هذا المعنى:
ولقد عجبت لقائل لي مرة * علامة فهم من الفقهاء - سماك قومك سيدا صدقوا به * أنت الموفق سيد الشعراء - والأساتذة المشرفون على تحقيق المغني أجل من أن يخاطبوا:
وإذا خفيت على الغبي فعاذر * أن لا تراني مقلة عمياء - ولا يعقل أن طه حسين يجهل هذا اللقب للحميري وهو القائل عنه في ذكرى أبي العلاء: " وليس بين أهل الأدب من يجهل سخافات الحميري ".
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»