الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٢ - الصفحة ١٤٣
جمع قد حصل إلى أن يبلغ إلى النبي صلى الله عليه وآله، * وأنه قد وجد في ذلك النقل شرط التواتر * (1) حتى ادعوا على مخالفيهم أنهم يعلمون صحة قولهم باضطرار وطرقوا بهذا لمخالفيهم المعارضة بأمور لا أصل لها مثل أن يدعوا التواتر في أنه صلى الله عليه وآله أخذ بيد أبي بكر فقال: (هذا إمامكم بعدي) إلى غير ذلك، وخرج الكلام بينهم وبين مخالفيهم عن الموضوعات * وخرجوا جميعا أعني هم ومخالفيهم إلى الكلام عن الموضوعات * (1) التي نتكلم على مثلها، إلى أن ادعى تكذيب البعض للبعض)... " (2).
يقال له: قد دللنا على إثبات سلف الشيعة رحمهم الله في النص الجلي، وأبطلنا قول من رماهم بابتداعه وقرب إحداثه، وبينا أن طريق العلم بالمراد من هذا النص الجلي أيضا لمن غاب عن زمان الرسول صلى الله عليه وآله الاستدلال دون الاضطرار، وكذلك الطريق إلى إثبات النص نفسه.
فأما اللفظ الذي حكيته من قوله صلى الله عليه وآله (أنت الإمام بعدي) فحكمه عندنا حكم سائر الألفاظ المنقولة في أنا نستدل على إثباتها وعلى المراد بها، ولسنا نعلم إلى من يومي منا بادعاء الاضطرار على مخالفيه إلى صحة قوله، فما نعرف أحدا من أصحابنا المتقدمين والمتأخرين رحمهم الله ادعى ذلك، وهذا ابن الراوندي (3) وهو الذي تدعون أن النص من جهته ابتدأ، وأنه لم يسبق إلى ادعائه لم يسلك في كتابه (4) عند نصرة

(1) ما بين النجمتين ساقط من " المغني " في الموضعين.
(2) المغني نفس الصفحة. والظاهر أن كل ما تقدم كان من كلام أبي هاشم.
(3) ابن الراوندي هو أحمد بن يحيى بن إسحاق وقد تكرر ذكره.
(4) يعني كتاب " فضيحة المعتزلة ".
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»