تأخر خالد بن سعيد (1) عن البيعة مدة، وما كان من أبي سفيان وقوله لأمير المؤمنين عليه السلام: " أرضيتم يا بني عبد مناف أن يلي عليكم تيم أمدد يدك أبايعك فلأملأنها علي أبي فصيل (2) خيلا ورجلا " (3) وكيف يروى عن العباس: " أمدد يدك أبايعك واجئ بهذا الشيخ من قريش يعني أبا سفيان، فإذا قيل إن عم رسول الله صلى الله عليه وآله أبايع ابن عمه لن يخالف علينا أحد من قريش والناس تبع لقريش "؟ فكيف روى كل ذلك ولم يرو عن أحد أنه قال في تلك المجامع والمقامات أين المذهب عن أمير المؤمنين عليه السلام وهو الإمام الذي أقامه النبي صلى الله عليه وآله بالأمس ونص عليه وأشار إليه وما كان حاجة العباس وأبي سفيان إلى ما تكلما به "...) (4).
يقال له: قد أخل أبو هاشم فيما حكيت عنه من الأقسام بالقسم الصحيح الذي نذهب إليه لأنه أفسد أن يكون النص وقع بحضرة نفر يسير فكتموه، وأفسد أن يكون بمحضر من جمع كثير فكتموه أيضا، ولم ينقله أحد منهم، وأفسد أن يكونوا لم يكتموه جملة ولا تواطؤوا على ترك إظهاره، وبقي الصحيح، وهو أن يكون بعضهم كتمه وبعضهم نقله.