قوله * (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها) * [13 / 17] الآية قال المفسر هذا مثل ضربه الله للحق وأهله والباطل وأهله وشبه الحق وأهله بالماء الذي ينزله من السماء وتسيل به الأودية التي ينتفع بها الناس أنواع المنافع وبالفلز الذي ينتفعون به في صوغ الحلي منه واتخاذ الأواني والآلات المختلفة.
ولو لم يكن إلا الحديد الذي فيه البأس الشديد لكفى به.
وإن ذلك ماكث في الأرض باق بقاء ظاهرا يثبت الماء في منافعه وتبقى آثاره في العيون والآبار، والحبوب والثمار والتي تنبت به، وكذلك الجواهر تبقى أزمنة متطاولة.
وشبه الباطل في سرعة اضمحلاله ووشك زواله وخلوه من المنفعة بزبد السيل الذي يرمى به وبزبد الفلز الذي يطفو فوقه إذا أذيب.
قوله * (وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) * [2 / 102] عطف بيان للملكين علمان لهما.
والذي أنزل عليهما علم السحر ابتلاء من الله للناس، فمن تعلمه منهم وعمل به كان كافرا، ومن تجنبه أو تعلمه لان لا يعمل به ولكن ليتوقاه كان مؤمنا، كما ابتلى قوم طالوت بالنهر.
كذا قاله الشيخ أبو علي.
قوله * (والقمر قدرناه منازل) * [10 / 5] وهي على ما هو مقرر ثمانية وعشرون منزلا.
وذلك لان البروج اثنا عشر برجا في كل برج منزلان وشئ للقمر.
وقد سبقت معرفة البروج.
ولو احتجت إلى معرفة أن القمر في أي برج من الأبراج الاثني عشر فانظر كم مضى من شهرك من يومك الذي أنت فيه.
ثم ضم إليه مثله وخمسة ثم أسقط لكل من تلك الأبراج الخمسة من هذا العدد بادئا بالبرج الذي حلت الشمس فيه.
فأي موضع ينتهى إليه الاسقاط فالقمر فيه فلو وقعت الخمسة الأخيرة على العقرب مثلا فالقمر في أول درجاته.
وإذا كسرت فالقمر في موضع ذلك الكسر وأعلم أن الشمس في ثالث عشر آذر