مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٣٨٥
ضوء النهار، فإذا رأت المسكينة ضوء السراج بالليل ظنت أنها في بيت مظلم، فلا تزال تطلب الضوء وترمى بنفسها إلى النار حتى تحترق.
قال الغزالي: ولعلك تظن أن هذا لنقصان فهمها وجهلها. ثم قال: اعلم أن جهل الانسان أعظم من جهلها، بل صورة الانسان في الانكباب على الشهوات والتهافت فيها أعظم جهلا منها، لأنه لا يزال يرمي نفسه في النار بانكبابه على الشهوات والمعاصي إلى أن يغمس في النار ويهلك هلاكا مؤبدا، فليت جهل الآدمي كان كجهل الفراش، فإنها باغترارها بظاهر الضوء احترقت وتخلصت في الحال والآدمي يبقى في النار أبد الآبدين أو مدة مديدة، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله (إنكم تتهافتون في النار تهافت الفراش).
والفراش بالكسر واحد الفرش، وقد يكنى به عن المرأة، ومنه قوله تعالى: * (وفرش مرفوعة) * [56 / 34] أي نساء مرتفعة الاقدار.
وفي الحديث (لا تفترش ذراعيك) يعني في سجودك، أي لا تبسطهما (ولكن جنح بهما).
وفيه (الولد للفراش) أي للزوج فإن كل واحد من الزوجين يسمى فراشا للآخر كما يسمى كل واحد منهما لباسا للآخر.
وفراش الهام: عظام رقيقة تلى قحف الرأس.
وكل عظم رقيق فراشة مثل سحاب وسحابة، ومنه (فراشة القفل) وهو ما ينشب فيه.
ومنه حديث علي عليه السلام (ضرب يطير منه فراش الهام) (1).
وفرشت البساط وغيره فرشا من باب ضرب، وفي لغة من باب قتل: بسطته.
ف ر ص في الحديث (إرتعدت فرائصه واصطكت فرائص الملائكة) هي جمع فريصة، وهي اللحمة بين جنب الدابة وكتفها لا تزال ترعد من الدابة، وجمعها أيضا فريص.
وفريص العنق: أوداجها، الواحدة

(١) في نهج البلاغة ج ١ ص ٨٠ (ضرب بالمشرفية تطير منه فراش الهام).
(٣٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445