مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٣٨٠
وفر من عدوه يفر من باب ضرب:
هرب منه.
وفر من الزكاة: هرب منها.
قوله: * (ففروا إلى الله) * [51 / 50] أي من معصية الله إلى طاعته.
وفروا إلى الله: أي من ذنوبكم ولو ذوا بالله، أي اهربوا إلى رحمة الله من عقاب الله وفي الحديث (أي حجوا إلى الله).
قال بعض المحققين: الفرار إلى الله الاقبال عليه وتوجيه السير إليه، وهو على مراتب: أولاها الفرار من بعض آثاره إلى البعض، كالفرار من أثر غضبه إلى أثر رحمته. الثانية أن يفر العبد عن مشاهدة الأفعال ويترقى درجات القرب والمعرفة إلى مصادر الأفعال، وهي الصفات فيفر من بعضها إلى بعض، كما يستعاذ من سخط الله بعفوه والعفو والسخط صفتان. الثالثة أن يترقى عن مقام الصفات إلى ملاحظة الذات فيفر منها إليها، وقد جمع الرسول صلى الله عليه وآله هذه المراتب حين أمر بالقرب في قوله:
* (واسجد واقترب) * فقال في سجوده (أعوذ بعفوك من عقابك) والعفو كما يكون صفة للعافي كذلك يكون الأثر الحاصل عن صفة العفو، ثم قرب وغنى عن مشاهدة الأفعال وترقى إلى مصادرها وهي الصفات قال (وأعوذ برضاك من سخطك) وهما صفتان، ثم لما ترقى عن مشاهدة الصفات واقترب إلى ملاحظة الذات قال (وأعوذ بك منك) وهذا فرار منه إليه وهو مقام الوصول إلى ساحل العزة.
ثم للسباحة في لجة الوصول درجات أخر لا تتناهى، ولذلك لما ازداد قربا قال (لا أحصي ثناء عليك)، وفي قوله بعد ذلك (أنت كما أثنيت على نفسك) كمال للاخلاص وتجريد له.
قوله: (أين المفر) أي الفرار.
والفر والفرار بالكسر: الروغان والهرب، يقال فر يفر فهو فرور وفرورة وفررة كهمزة وفرار.
وفر كصحب والفرار من الزحف، وهو الفرار من معركة النبي صلى الله عليه وآله أو أحد خلفائه. و (الزحف) بالزاي والحاء المهملة الساكنة: العسكر.
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445