مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٥
سئل عنه (أنبي هو أم ملك؟ فقال:
عبد صالح أحب الله فأحبه، ونصح لله فنصح له).
قيل: سمي بذي القرنين، لأنه لما بعثه الله إلى قومه ضرب على قرنه الأيمن فأماته الله خمسمائة عام، ثم بعثه إليهم بعد ذلك، فضرب على قرنه الأيسر فأماته الله خمسمائة عام، ثم بعثه إليهم بعد ذلك، فملكه مشارق الأرض ومغاربها من حيث تطلع الشمس إلى حيث تغيب (1) يقال: (ملك الدنيا مؤمنان وكافران المؤمنان سليمان بن داود وذو القرنين والكافران هما نمرود وبخت النصر).
وفي حديث علي عليه السلام ما يؤيد الوجه المذكور في التسمية، حيث قال عند ذكر قصة ذي القرنين (وفيكم مثله) ويعنى نفسه عليه السلام، لأنه ضرب على رأسه ضربتين: يوم الخندق.
وقيل سمى بذلك لأنه كان ذا ضفيرتين.
وقيل: لأنه بلغ قطري الأرض.
وقيل: لأنه كان كريم الطرفين من أهل بيت شرف، من قبل أبيه وأمه.
وقيل: لأنه انقرض في وقته قرنان من الناس وهو حي.
وقيل: لأنه دخل النور والظلمة.
وقيل: لأنه أعطي علم الظاهر والباطن.
ومما ينقل (أن أباه كان أعلم أهل الأرض بعلم النجوم، ولم يراقب أحد الفلك ما راقبه، وكان قد مد الله له في الاجل.
فقال ذات ليلة لزوجته: قد قتلني السهر فدعيني أرقد ساعة وانظري في السماء فإذا رأيت قد طلع في هذا المكان نجم، وأشار إلى موضع طلوعه فأنبهيني حتى أطأك فتعلقين بولد يعيش إلى آخر الدهر.
وكانت أختها تسمع كلامه ثم نام أبو الإسكندر فجعلت أخت زوجته تراقب

(1) ان صحت هذه الأحاديث فهي تتنافى وكون ذي القرنين هو الإسكندر المقدوني أو الروماني، وكلاهما ظالمان طاغيان لا يصلحان لهذا المقام.
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445