الطهور) قيل فيه استعارة لطيفة، وذلك أن الحدث لما منع من الصلاة أشبه الغلق المانع من الدخول إلى الدار ونحوها والطهور لما رفع الحدث المانع، وكأن سبب الاقدام على الصلاة شبهه بالمفتاح.
و (الفتاح) من أسمائه تعالى وهو الحاكم، وقيل معناه هو الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده.
و (الفاتح) من أسمائه صلى الله عليه وآله لفتحه أبواب الايمان، ولأنه جعله الله حاكما في خلقه، ولأنه فتح ما استغلق من العلم.
وفاتحة كل شئ: أوله كما أن خاتمته آخره، ومنه سميت الحمد فاتحة الكتاب لأنها أوله، فهي في الأصل إما مصدر بمعنى الفتح كالكاذبة بمعنى الكذب أو صفة والتاء فيها للنقل من الوصفية إلى الاسمية كالذبيحة، ففاتحة الكتاب إن اعتبرت أجزاء الكتاب سورا فالأولية حقيقية وإن اعتبرت آيات أو كلمات مثلا فمجازية، تسمية للكل باسم الجزء، وإضافة الفاتحة إلى الكتاب كإضافة الجزء إلى الكل كرأس زيد، وإضافة السورة إلى الفاتحة من إضافة العام إلى الخاص كبلدة بغداد فهما لا ميتان، وقال بعض المفسرين لكتاب الله: تسمية السورة بهذا الاسم إما لكونها أول السور نزولا كما عليه جم غفير من المفسرين وإما لما نقل كونها مفتتح الكلام المثبت في اللوح المحفوظ أو مفتتح القرآن المنزل جملة واحدة إلى سماء الدنيا، أو لتصدير المصاحف بها على ما استقر عليه ترتيب السور القرآنية وإن كان بخلاف الترتيب النزولي، أو لافتتاح ما يقرأ في الصلاة من القرآن بها - انتهى.
وفي الحديث (تزوجوا الابكار فإنهن أفتح شئ أرحاما) (1) يريد كثرة النسل.
وفتحت القناة: فجرتها ليجري الماء منها فيسقى الزرع. وفتحت الباب فتحا: خلاف غلقته.
وفتحت الأبواب شدد للتكثير.
وفتح السلطان البلاد: غلب عليها وملكها قهرا.
وفتح الله على نبيه: نصره.
والفتح في الشئ: الفرجة، وفيه الجمع فتح مثل غرفة وغرف.