مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٢
وفى الفاء من قوله تعالى * (فكرهتموه) * [49 / 12] فقدر بعضهم انهم قالوا بعد الاستفهام: لا، فقيل: فهذا كرهتموه فالغيبة فأكرهوها، ثم حذف المبتدأ وهو هذا. وحكي عن الفارسي أنه قال:
* (فكرهتموه) * فاكرهوا الغيبة.
وأما فاء الجزائية مثل (من يقم فإني أكرمه) ففي دلالتها على التعقيب وعدمه قولان.
وأما الفاء في (فقط) فقيل: إنها لتزيين اللفظ، فكأنه جواب شرط محذوف، أي إذا كان كذلك فانته عن كذا.
ف أ د قوله تعالى: * (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) * [17 / 36] الفؤاد: القلب، والجمع الأفئدة، ويقال الأفئدة توصف بالرقة والقلوب بالليل، لان الفؤاد غشاء القلب إذا رق نفذ القول فيه وخلس إلى ما ورائه، وإذا غلظ تعذر وصوله إلى داخله، وإذا صادف القلب شيئا علق به إذا كان لينا.
قوله: * (تطلع على الأفئدة) * [104 / 7] الاطلاع والبلوغ بمعنى، أي تبلغ أوساط القلوب، ولا شئ في بدن الانسان ألطف من الفؤاد ولا أشد تأذيا منه.
قوله: * (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم) * [60 / 110] فهم لا يفقهون ولا يبصرون.
ف أ ر تكرر في الحديث ذكر الفأر، وهو جمع فارة كتمر وتمرة يهمز ولا يهمز، يقع على الذكر والأنثى. وفيه (الفارة من المسوخ).
وفارة البيت هي الفويسقة التي أمر النبي صلى الله عليه وآله بقتلها في الحل والحرم، وأصل الفسق الخروج عن الطاعة والاستقامة، وبه سمي العاصي فاسقا، وسميت الفارة فويسقة لخبثها، وقيل لخروجها عن الحرمة في الحل والحرم أي لا حرمة لها بحال. وقيل سميت بذلك لأنها عمدت إلى حبال سفينة نوح فقطعتها.
والفار نوعان جرذان وفيران، وكلاهما له حاسة السمع والبصر، وليس في الحيوانات أفسد من الفار ولا أعظم أذى
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445