مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٧
وعن العبد الصالح وقد سئل عن ذلك فقال (إن القرآن له ظهر وبطن، فجميع ما حرم في الكتاب هو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الجور، وجميع ما أحل في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الحق) (1).
قوله: * (ويأمركم بالفحشاء) * [2 / 268] الفحشاء: الفاحشة وكل مستقبح من الفعل والقول، ويقال * (يأمركم بالفحشاء) * أي البخل، ويقال للبخل فاحش وكل سوء جاوز حده فهو فاحش.
وفحش الشئ فحشا مثل قبح قبحا وزنا ومعنى، وفى لغة من باب قتل.
وفي الخبر (إن الله يبغض الفاحش المتفحش) (2) الفاحش ذو الفحش في كلامه وفعاله، والمتفحش من يتكلمه ويتعمده قال في النهاية: قد تكرر ذكر الفحش والفاحشة والفواحش في الحديث، وهو كلما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي.
وقد يكون الفحش بمعنى الزيادة والكثرة، ومنه حديث دم البراغيث (إن لم يكن فاحشا فلا بأس به) ومثله (إن كان الالتفات فاحشا في الصلاة) (3) أي كثيرا.
ف ح ص في الحديث (من بنى مسجدا كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة) (4) مفحص القطاة - بفتح الميم والحاء - الموضع الذي تجشم وتبيض فيه، كأنها تفحص فيه التراب أي تكشفه، يقال فحصت القطاة من باب نفع: حفرت في الأرض موضعا تبيض فيه. وأنت خبير بأن مقدار المفحص لا يمكن أن يتخذ مسجدا وإنما هو على سبيل المبالغة في الكلام فإنها من مذاهب العرب، والمراد ولو أنه يسع مصليا واحدا.
ف ح ل في الخبر (إنه دخل عليه السلام على

(١) البرهان ج ٢ ص ١٣.
(٢) الكافي ج ٢ ص ٣٢٤.
(٣) الكافي ج ٣ ص ٣٦٥.
(4) من لا يحضر ج 1 ص 152.
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445