أتم القلوب صفاء وأكثرها ضياءا، وأعرفها عرفانا، وكان صلى الله عليه وآله مبينا مع ذلك لشرائع الملة وتأسيس السنة ميسرا غير معسر، لم يكن له بد من النزول إلى الرخص، والالتفات إلى حظوظ النفس، مع ما كان متمتعا به من أحكام البشرية، فكأنه إذا تعاطى شيئا من ذلك أسرع كدورة ما إلى القلب لكمال رقته، وفرط نورانيته، فإن الشئ كلما كان أصفى كانت الكدورة عليه أبين وأهدى وكان صلى الله عليه وآله إذا أحس بشئ من ذلك عده على النفس ذنبا، فاستغفر منه - انتهى.
وقد تقدم مزيد كلام في هذا المقام في (بكا).
والغينة: الأشجار الملتفة بلا ماء، فإذا كان بماء فهي (غيضة) قاله الجوهري.
غ ى و والغاية انتهاء الشئ ونهايته، ومنه سميت الظروف - كقبل وبعد - غايات لان غاية الكلام كانت ما أضيفت هي إليه فلما حذفت صرن غايات ينتهي بهن الكلام.
والغاية: العلة التي يقع لاجلها الشئ.
والغاية: المسافة.
وفى الحديث: (الموت غاية المخلوقين) أي نهايتهم التي ينتهون إليها.
وفى وصفه تعالى: (هو قبل القبل بلا غاية ولا منتهى غاية) (1) يعني ليس غاية بمعنى مسافة تكون ظرفه ولا غاية بمعنى النهاية، والمعنى ان أزليته وأبديته يرجعان إلى معنى سلبي، أي ليس له أول ولا آخر قوله: (إنقطعت عنه الغايات) (1) بمعنى كل مسافة عنده لأنه وراء الكل، وإن شئت قلت انعدمت الغايات عنده، بمعنى انه ليست له غاية بشئ من معانيها لأنه لم يحط به سطح أو خط ولا أول لوجوده ولا آخر.
قوله: (وهو غاية كل غاية) (1) يعني ينتهي إليه كل ممكن أو نهاية كل امتداد