مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٤
مجرى وعده المحتوم وفاؤه به.
أجيب بأن من ديدن الملوك وما عليه أوضاع أمورهم ورسومهم أن يقتصروا في مواعيدهم التي يواطنون أنفسهم على إنجازها على أن يقولوا عسى ولعل ونحوهما من الكلمات.
وعلى مثله ورد كلام مالك الملوك ذي العز والكبرياء.
أو يجئ على طريق الاطماع دون التحقيق لئلا يتكل العباد كقوله * (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم) * [66 / 8].
فإن قلت قوله تعالى * (لعلكم تتقون) * [2 / 21] لا يجوز أن يحمل على رجاء تقواهم لان الرجاء لا يجوز على عالم الغيب والشهادة.
وحمله على أن يخلقهم راجين للتقوى ليس بسديد أيضا.
قلت (لعل) واقعة في الآية موقع المجاز لان الله تعالى خلق عباده ليتعبدهم بالتكليف وركب فيهم العقول والشهوات.
وأزاح العلة في إقدارهم وتمكينهم.
وهداهم النجدين.
ووضع في أيديهم زمام الاختيار.
وأراد منهم الخير والتقوى.
فهم في صورة المرجو منهم التقوى - انتهى.
ويقال لعلي أفعل كذا، ولعلني كذا.
ع ل م قوله تعالى: * (يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات) * [58 / 11] لا يخفى ما في الآية من الترغيب في العلم ومثلها كثير.
قوله * (وقال الذي عنده علم من الكتاب) * [27 / 40] قيل هو وزير سليمان بن داود، وابن أخته، وهو آصف ابن برخيا، وكان يعرف اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجيب، وهو قوله (يا إلهنا وإله كل شئ إلها واحدا لا إله إلا أنت) وقيل هو (يا حي يا قيوم) وبالعبرانية (آهيا وشراهيا) وقيل هو (يا ذا الجلال والاكرام).
وقيل: هو ملك أيد الله به سليمان وقيل: هو جبرئيل.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445