مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ١٦٢
عرفت الشئ من باب ضرب: أدركته.
والمعرفة باعتبار السبر قد يراد بها:
العلم بالجزئيات المدركة بالحواس الخمسة كما يقال عرفت الشئ أعرفه بالكسر عرفانا إذا علمته بإحدى الحواس الخمسة.
وقد يراد بها إدراك الجزئي والبسيط المجرد عن الادراك المذكور كما يقال عرفت الله ولا يقال علمته.
وقد يطلق على الادراك المسبوق بالعدم أو على الادراك الأخير من الادراكين إذا تخلل بينهما عدم كما لو عرف الشئ ثم ذهل عنه ثم أدرك ثانيا وعلي الحكم بالشئ إيجابا أو سلبا.
والمراد من معرفة الله تعالى كما قيل: الاطلاع على نعوته وصفاته الجلالية والجمالية بقدر الطاقة البشرية.
وأما الاطلاع على الذات المقدسة فمما لا مطمع فيه لاحد.
قال سلطان المحققين: إن مراتب المعرفة مثل مراتب النار مثلا، وإن أدناها من سمع أن في الوجود شيئا يعدم كل شئ يلاقيه ويظهر أثره في كل شئ يحاذيه ويسمى ذلك الموجود نارا، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله تعالى معرفة المقلدين الذين صدقوا بالدين من غير وقوف على الحجة.
وأعلى منها: مرتبة من وصل إليه دخان النار وعلم أنه لابد له من مؤثر فحكم بذات لها أثر هو الدخان، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله معرفة أهل النظر والاستدلال الذين حكموا بالبراهين القاطعة على وجود الصانع.
وأعلى منها: مرتبة من أحس بحرارة النار بسبب مجاورتها، وشاهد الموجودات بنورها وانتفع بذلك الأثر، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله معرفة المؤمنين المخلصين الذين اطمأنت قلوبهم بالله وتيقنوا أن الله نور السماوات والأرض كما وصف به نفسه.
وأعلى منها: مرتبة من احترق بالنار بكليته وتلاشا فيها بجملته، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله معرفة أهل الشهود والفناء في الله وهي الدرجة العليا والمرتبة
(١٦٢)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (3)، الضرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445