فاعتدوا عليه) * [2 / 194] قيل: هو أمر إباحة لا ندب.
قوله تعالى: * (ولا تعد عيناك عنهم) * [18 / 28] اي لا تتجاوزهم إلى غيرهم.
وفى الحديث: (لا عدوى ولا طيرة) (1) أي لا يتعدى الأمراض من شخص إلى آخر، ولا طيرة أي لا يتشاءم بالشئ إذا لم يوافق الحال، فالعدوى اسم من الأعداء كالدعوى والتقوى من الادعاء والاتقاء. يقال: أعداه الداء يعديه إعداء وهو أن يصيبه مثل ما يصاحب الداء، وذلك أن يكون ببعير جرب مثلا فيتقى مخالطته بابل أخرى حذرا أن يتعدى ما به من الجرب إليها فيصيبها ما أصابه وقد أبطله الاسلام، لأنهم كانوا يظنون أن المرض بنفسه يتعدى، فأعلمهم صلى الله عليه وآله أنه ليس كذلك وإنما الله هو الذي يمرض وينزل الداء. ولهذا قال في بعض الأحاديث: (فمن أعدى الأول) (2) أي من أين صار فيه الجرب. وما روي من قوله صلى الله عليه وآله: (فر من المجذوم فرارك من الأسد) (3) ونهيه عن دخول بلد يكون فيه الوباء، وقوله: (لا يورد ذو عاهة على مصح) فيمكن توجيهه بأن مداناة ذلك من أسباب العلة فليتقه اتقاءه من الجدار المائل والسفينة المعيوبة. وسيأتي الكلام في الطيرة انشاء الله تعالى.
والعدو ضد الولي، والجمع (أعداء) وهو وصف لكنه ضارع الاسم، يقال:
(عدو بين العداوة والمعاداة) والأنثى (عدوة) وفى حديث مسألة القبر: (وإذا كان - يعني الميت - عدو الله) الظاهر أن المراد بالعدو هنا ما يشتمل الكافر والفاسق المتمادي بالفسق.
و (عدا) بالكسر والقصر جمع كالأعداء، قالوا: ولا نظير له في النعوت لان فعل وزان عنب يختص بالأسماء ولم