مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ١٠٨
قد دل الدليل على أنه تعالى متعال عن فعله وخلقه، فافترق الأمران.
وفي الحديث القدسي (إن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر) الخ. قال بعض الأفاضل: الصناعة النحوية تقتضي أن يكون الموصول اسم إن والجار والمجرور خبرا، لكن لا يخفى أنه ليس الغرض الاخبار عن الذي لا يصلحه إلا الفقر بعض العباد، إذ لا فائدة فيه بل العرض بالعكس، فالأولى أن يجعل الظرف اسم إن والموصول خبر. قال: وهذا وإن كان خلاف ما هو المتعارف من القوم ولكن جوز بعضهم مثله في قوله * (ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر) *.
و (العبادة) بحسب الاصطلاح هي المواظبة على فعل المأمور به، والفاعل عابد، والجمع عباد وعبدة مثل كافر وكفار وكفرة، ثم استعمل العابد فيمن أتخذ إلها غير الله، فقيل عابد الوثن وعابد الشمس.
و (زين العابدين) هو علي بن الحسين عليه السلام.
والتعبد: التنسك، ومنه (سجدت لك يا رب تعبدا ورقا) (1).
والعبد المتعبد: الدائم على العبادة أي الخضوع والتذلل لله. قال المحقق الطوسي في الاخلاق الناصرية: قال الحكماء عبادة الله ثلاثة أنواع: الأول ما يجب على الأبدان كالصلاة والصيام والسعي في المواقف الشريفة لمناجاته جل ذكره. الثاني ما يجب على النفوس كالاعتقادات الصحيحة من العلم بتوحيد الله وما يستحقه من الثناء والتمجيد والفكر فيما أفاضه الله سبحانه على العالم من وجوده وحكمته ثم الأنساع في هذه المعارف. الثالث ما يجب عند مشاركات الناس في المدن وهي في المعاملات والمزارعات والمناكح وتأدية الأمانات ونصح البعض للبعض بضروب المعاونات وجهاد الأعداء والذب عن الحريم وحماية الحوزة - انتهى.
وحقيقة العبودية هي كما في حديث عنوان ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا لان العبيد لا يكون لهم ملك بل يرون المال مال

(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445