مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ١٠٧
قوله: * (ونحن له عابدون) * [2 / 138] أي خاضعون أذلاء، من قولهم (طريق معبد) أي مذلل قد عثر الناس فيه.
قوله: * (إياك نعبد) * [1 / 5] أي نخصك بالعبادة، وهي ضرب من الشكر وغاية فيه وكيفية، وهي أقصى غاية الخضوع والتذلل.
قوله: * (أن عبدت بني إسرائيل) * [26 / 22] أي اتخذتهم عبيدا لك، قيل ومحل * (أن عبدت) * رفع بأنه عطف بيان لتلك. ونظيره * (وقضينا إليه ذلك الامر أن دابر هؤلاء مقطوع) * والمعنى تعبيدك بني إسرائيل نعمة تمنها علي، ويجوز أن يكون في محل النصب والمعنى إنما صارت نعمة علي لأنك عبدت بني إسرائيل.
قوله: * (فأدخلي في عبادي) * [89 / 29] أي في حربي.
و (العباد) في الحديث والقرآن جمع عبد وهو خلاف الحر، والعبيد مثله، وله جموع كثيرة والأشهر منها أعبد وعبيد وعباد. وحكى عن الأخفش عبد مثل مثل سقف وسقف قال الجوهري: ومنه قرأ بعضهم و (عبد الطاغوت) وأضافه. قال الشيخ أبو علي في قوله: و (عبد الطاغوت) قال الزجاج: هو نسق على لعنة الله، والتقدير ومن لعنه الله ومن عبد الطاغوت. وقال الفراء: تأويله وجعل منهم القردة ومن عبد الطاغوت، فعلى هذا يكون المفعول محذوفا، وذلك لا يجوز عند البصريين، والصحيح الأول. ثم قال: ولا تعلق في هذه الآية للمجبرة لأنه أكثر ما تضمنته الاخبار بأنه خلق من يعبد الطاغوت على قراءة حمزة وغيره، ولا شبهة في أنه تعالى خلق الكافر وأنه لا خالق للكافر سواه، غير أن ذلك لا يوجب أن يكون خلق الكفر وجعله كافرا، وليس لهم أن يقولوا إنا نستفيد من قوله جعل منهم من عبد الطاغوت أنه خلق ما به كان عابدا، كما نستفيد من قوله: * (وجعل منهم القردة والخنازير) * انه جعل ما به كانوا كذلك، وذلك لان الدليل قد دل على أن ما به يكون القرد قردا والخنزير خنزيرا لا يكون إلا من فعل الله، وليس كذلك ما يكون ما به يكون الكافر كافرا، فإنه
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445