مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٩
س ف ر قوله تعالى: (بأيدي سفرة كرام بررة) [8 / 15] السفرة بالتحريك:
الملائكة الذين يسفرون بين الله وأنبيائه واحدهم سافر مثل كاتب وكتبة، يقال سفرت بين القوم: إذا مشيت بينهم بالصلح، فجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي الله وتأديبه كالسفير الذي يصلح بين القوم، وقيل الأصل في ذلك السفر، وهو كشف الغطاء لان السفرة يؤدون الكتاب إلى الأنبياء والمرسلين ويكشفون به الغطاء عما التبس عليهم ومن الأمور المكنونة حقائقها. والبررة: المطهرون من الذنوب.
قوله: (وجوه يومئذ مسفرة) [80 / 38] أي مضيئة، يقال أسفر وجهه إذا أضاء، وأسفر الصبح: إذا انكشف وأضاء.
قوله: (كمثل الحمار يحمل أسفارا) [62 / 5] أي كتبا كبارا من كتب العلم، فهو يمشي بها ولا يدري بما فيها، وكذا كل من علم علما ولم يعمل بموجبه.
و " السفر " بكسر السين: الكتاب الذي يسفر عن الحقائق.
والسفير: الرسول بين القوم يزيل ما بينهم من الوحشة، فعيل بمعنى فاعل والسفارة بالكسر: الرسالة، فالرسول الملائكة والكتب مشتركة في كونها سافرة عن القوم بما اشتبه عليهم.
وفي الحديث " حق إمامك عليك في صلاتك بأن تعلم أنه تقلد السفارة " (1) أي الرسالة بينك وبين ربك.
وفي حديث الدنيا " إنما أنتم فيها سفر حلول " هو من سفر الرجل سفرا من باب طلب: خرج للارتحال، فهو سافر، والجمع سفر كراكب وركب وصاحب وصحب، والسفر والمسافرون بمعنى.
ومنه " سألته عن الصيام بمكة ونحن سفر " أي مسافرون.
وفي الحديث " إنما مثلكم ومثلها - يعني الدنيا - كسفر سلكوا سبيلا فكأنهم قد قطعوه، وأموا علما فكأنهم قد بلغوه، وكم عسى المجزي إلى الغاية أن

(1) مكارم الاخلاق ص 487.
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575