كل موضع يتعبد فيه.
قوله: (وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد) [7 / 29] يريد القبلة.
وفي الحديث " هذه مساجد محدثة فأمروا أن يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام " (1).
قوله: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) [15 / 29] قال بعض المفسرين: إتفق الناس كلهم على أن سجودهم لآدم لم يكن سجود عبادة لأنها لغير الله كفر، لكن قال بعضهم: إن آدم كان كالقبلة والسجود لله تعالى، وتكون اللام كما في قول الشاعر في حق علي عليه السلام:
* أليس أول من صلى لقبلتكم * أي إلى قبلتكم، وقيل كان السجود تعظيما لآدم فكان ذلك سنة الأمم السالفة في تعظيم أكابرها.
قوله تعالى: (ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال) [13 / 15] قال الشيخ أبو علي: أي ينقادون لاحداث ما أراده فيهم من أفعاله شاؤا أو أبوا، وينقاد له ظلالهم أيضا حيث يقصرون عن مشيته في الامتداد والتقلص والفئ والزوال.
قوله: (وادخلوا الباب سجدا) [2 / 58] أي متطامنين مخبتين وساجدين لله شاكرين.
وقد تكرر في الحديث ذكر " السجود "، وهو في اللغة الميل والخضوع والتطامن والاذلال.
وكل شئ ذل فقد سجد، ومنه " سجد البعير " إذا خفض رأسه عند ركوبه.
وسجد الرجل: وضع جبهته على الأرض.
ومنه الخبر " كان كسرى يسجد للطالع " أي يتطامن وينحني، والطالع سهم بتجاوز الهدف من أعلاه، يعني كان يسلم لراميه ويستسلم له. وقال الأزهري:
معناه انه كان يخفض رأسه إذا شخص سهمه وارتفع عن الرمية ليتقوم السهم فيصيب.
وفي الشرع عبارة عن هيئة مخصوصة ومنه سجود الصلاة، والساجد هو الفاعل للسجود، وقد يعبر به عن الصلاة كما