يقال رغم أنفه رغما من باب قتل، ورغم من باب تعب لغة، كناية عن الذل كأنه لصق بالتراب هوانا.
ويتعدى بالألف فيقال أرغم الله أنفه.
وقلعته على رغم أنفه - بالفتح والضم - أي على كره منه.
وراغمته: غاضبته.
وهذا ترغيم له أي إذلال. قال في المصباح: هذا من الأمثال التي جرت في كلامهم بأسماء الأعضاء، ولا يريدون أعيانها، بل وضعوها لمعان غير معاني الأسماء الظاهرة ولا حظ لظاهر الأسماء من طريق الحقيقة.
ومنه قولهم: كلامه تحت قدمي وحاجته خلف ظهري، يريدون الاهمال وعدم الاحتفال.
والرغم هو أن يفعل الانسان ما يكرهه على كره. قال الخليل - نقلا عنه -:
ولعل منه قوله عليه السلام - حين دخل على خديجة وهي تجود بنفسها -:
" بالرغم منا ما نرى بك يا خديجة ".
والمراغمة: الهجران والتباعد والمغاضبة ومنه الحديث " من كان من أصحاب موسى عليه السلام مع أبيه الذي هو من أصحاب فرعون فمضى أبوه وهو يراغمه " أي يغاضبه " حتى بلغا طرفي البحر ".
وفي الحديث " إذا صلى أحدكم فليلزم جبهته وأنفه الأرض حتى يخرج منه الرغم " هو بتثليث الراء ما يسيل من الانف.
وفيه " وإن رغم أبي الدرداء " (1) أي وإن ذل وكره.
وفيه " رغم أنفي لله " أي ذل وانقاد.
وفيه " السقط يراغم ربه إن أدخل أبويه النار " أي يحاجه ويغاضبه. قال بعض الشارحين: هو تخييل نحو " قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن ".
والمرغمتان في الحديث - بكسر المعجمة -: سجدتا السهو، سميتا بذلك لكون فعلهما يرغم أنف الشيطان ويذله، فإنه يكلف في التلبيس فأضل الله سعيه وأبطل قصده وجعل هاتين السجدتين سببا