والايمان لغة هو التصديق المطلق اتفاقا من الكل ومنه قوله تعالى (وما أنت بمؤمن لنا) [12 / 17].
وشرعا على الأظهر هو التصديق بالله بأن يصدق بوجوده، وبصفاته، وبرسله بأن يصدق بأنهم صادقون فيما أخبروا به عن الله، وبكتبه بأن يصدق بأنها كلام الله وأن مضمونها حق، وبالبعث من القبور والصراط والميزان، وبالجنة والنار، وبالملائكة بأنهم موجودون وأنهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، يسبحون الله بالليل والنهار لا يفترون، مطهرون من من أنواع الشهوات من الأكل والشرب والجماع إلى غير ذلك، مبرؤون عن التناسل والتوالد ليسوا بذكور ولا إناث، بل خلقهم الله تعالى من نور وجعلهم رسلا إلى من شاء من عباده.
وفي الحديث - وقد سئل عليه السلام عن أدنى ما يكون العبد به مؤمنا - فقال " يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، ويقر بالطاعة، ويعرف إمام زمانه، فإذا فعل ذلك فهو مؤمن ".
والايمان يرد على صيغتين الايمان بالله، والايمان لله.
فالايمان بالله هو التصديق باثباته على النعت الذي يليق بكبريائه.
والايمان لله هو الخضوع والقبول عنه والاتباع لما يأمر والانتهاء لما ينهى.
وفي كشف الغمة عن الصادق عليه السلام إنه قال " الايمان ثابت في القلب، واليقين خطرات فمرة يقوى فيصير كأنه زبر الحديد ومرة يصير كأنه خرقة بالية ".
وفي الحديث " الوسائل إلى الله:
الايمان الكامل " أي الايمان بالله ورسوله هو أصله، وباقي الفرائض والسنن كمالات.
وفيه " لا إيمان لمن لا أمانة له " هذا الكلام ونحوه وعيد لا يراد به حقيقة الايقاع، وإنما يقصد به الزجر والردع ونفي الفضيلة دون الحقيقة في رفع الايمان وإبطاله.
وفيه " من صام إيمانا واحتسابا فكذا " أي تصديقا بالله وبوعده، وإيمانا مفعول له، ويجوز أن ينتصب على الحال، أي صام مؤمنا ومصدقا، ويجوز نصبه