لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٥٣
فتأوت له قراضبة من كل حي، كأنهم ألقاء وإذا أمرت من أوى يأوي قلت: ائو إلى فلان أي انضم إليه، وأو لفلان أي ارحمه، والافتعال منهما ائتوى يأتوي. وأوى إليه أوية وأية ومأوية ومأواة: رق ورثى له، قال زهير:
بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا (* عجز البيت:
وزودوك اشتياقا أية سلكوا).
وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يخوي في سجوده حتى كنا نأوي له، قال أبو منصور: معنى قوله كنا نأوي له بمنزلة قولك كنا نرثي له ونشفق عليه من شدة إقلاله بطنه عن الأرض ومده ضبعيه عن جنبيه. وفي حديث آخر: كان يصلي حتى كنت آوي له أي أرق له وأرثي. وفي حديث المغيرة: لا تأوي من قلة أي لا ترحم زوجها ولا ترق له عند الإعدام، وقوله:
أراني، ولا كفران لله، أية لنفسي، لقد طالبت غير منيل فإنه أراد أويت لنفسي أية أي رحمتها ورققت لها، وهو اعتراض وقوله: ولا كفران لله، وقال غيره: لا كفران لله، قال أي غير مقلق من الفزع، أراد لا أكفر لله أية لنفسي، نصبه لأنه مفعول له. قال الجوهري: أويت لفلان أوية وأية، تقلب الواو ياء لسكون ما قبلها وتدغم، قال ابن بري: صوابه لاجتماعها مع الياء وسبقها بالسكون.
واستأوينه أي استرحمته استيواء، قال ذو الرمة:
على أمر من لم يشوني ضر أمره، ولو أني استأويته ما أوى ليا وأما حديث وهب: إن الله عز وجل قال إني أويت على نفسي أن أذكر من ذكرني، قال ابن الأثير: قال القتيبي هذا غلط إلا أن يكون من المقلوب، والصحيح وأيت على نفسي من الوأي الوعد، يقول: جعلته وعدا على نفسي. وذكر ابن الأثير في هذه الترجمة حديث الرؤيا: فاستأى لها، قال: بوزن استقى، وروي: فاستاء لها، بوزن استاق، قال: وكلاهما من المساءة أي ساءته، وهو مذكور في ترجمة سوأ، وقال بعضهم: هو استالها بوزن اختارها فجعل اللام من الأصل، أخذه من التأويل أي طلب تأويلها، قال: والصحيح الأعول. أبو عمرو: الأوة الداهية، بضم الهمزة وتشديد الواو. قال: ويقال ما هي إلا أوة من الأوو يا فتى أي داهية من الدواهي، قال: وهذا من أغرب ما جاء عنهم حتى جعلوا الواو كالحرف الصحيح في موضع الإعراب فقالوا الأوو، بالواو الصحيحة، قال:
والقياس في ذلك الأوى مثال قوة وقوى، ولكن حكي هذا الحرف محفوظا عن العرب. قال المازني: آوة من الفعل فاعلة، قال: وأصله آووة فأدغمت الواو في الواو وشدت، وقال أبو حاتم: هو من الفعل فعلة بمعنى أوة، زيدت هذه الألف كما قالوا ضرب حاق رأسه، فزادوا هذه الألف، وليس آوه بمنزلة قول الشاعر:
تأوه آهة الرجل الحزين لأن الهاء في آوه زائدة وفي تأوه أصلية، ألا ترى أنهم يقولون آوتا، فيقلبون الهاء تاء؟ قال أبو حاتم: وقوم من الأعراب يقولون آووه، بوزن عاووه، وهو من الفعل فاعول، والهاء فيه أصلية.
ابن سيده: أو له كقولك أولى له، ويقال له أو من كذا، على معنى التحزن، على مثال قو، وهو من مضاعف الواو، قال:
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست