لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٤٢٩
البرق، بالكسر، شرى: لمع وتتابع لمعانه، وقيل: استطار وتفرق في وجه الغيم، قال:
أصاح ترى البرق لم يغتمض، يموت فواقا، ويشرى فواقا وكذلك استشرى، ومنه يقال للرجل إذا تمادى في غيه وفساده:
شري بشرى شرى. واستشرى فلان في الشر إذا لج فيه.
والمشاراة: الملاجة، يقال: هو يشاري فلانا أي يلاجه. وفي حديث عائشة في صفة أبيها، رضي الله عنهما: ثم استشرى في دينه أي لج وتمادى وجد وقوي واهتم به، وقيل: هو من شري البرق واستشرى إذا تتابع لمعانه. ويقال: شريت عينه بالدمع إذا لجت وتابعت الهملان. وشري فلان غضبا، وشري الرجل شرى واستشرى: غضب ولج في الأمر، وأنشد ابن بري لابن أحمر:
باتت عليه ليلة عرشية شربت، وبات على نقا متهدم شريت: لجت، وعرشية: منسوبة إلى عرش السماك، ومتهدم: متهافت لا يتماسك.
والشراة: الخوارج، سموا بذلك لأنهم غضبوا ولجوا، وأما هم فقالوا نحن الشراة لقوله عز وجل: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله، أي يبيعها ويبذلها في الجهاد وثمنها الجنة، وقوله تعالى: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، ولذلك قال قطري بن الفجاءة وهو خارجي:
رأت فئة باعوا الإله نفوسهم بجنات عدن، عنده، ونعيم التهذيب: الشراة الخوارج، سموا أنفسهم شراة لأنهم أرادوا أنهم باعوا أنفسهم لله، وقيل: سموا بذلك لقولهم إنا شرينا أنفسنا في طاعة الله أي بعناها بالجنة حين فارقنا الأئمة الجائرة، والواحد شار، ويقال منه: تشرى الرجل. وفي حديث ابن عمر: أنه جمع بنيه حين أشرى أهل المدينة مع ابن الزبير وخلعوا بيعة يزيد أي صاروا كالشراة في فعلهم، وهم الخوارج، وخروجهم عن طاعة الإمام، قال: وإنما لزمهم هذا اللقب لأنهم زعموا أنهم شروا دنياهم بالآخرة أي باعوها. وشرى نفسه شرى إذا باعها، قال الشاعر:
فلئن فررت من المنية والشرى والشرى: يكون بيعا واشتراء. والشاري: المشتري. والشاري:
البائع. ابن الأعرابي: الشراء، ممدود ويقصر فيقال الشرا، قال: أهل نجد يقصرونه وأهل تهامة يمدونه، قال: وشريت بنفسي للقوم إذا تقدمت بين أيديهم إلى عدوهم فقاتلتهم أو إلى السلطان فتكلمت عنهم. وقد شرى بنفسه إذا جعل نفسه جنة لهم. شمر: أشريت الرجل والشئ واشتريته أي اخترته. وروي بيت الأعشى: شراة الهجان.
وقال الليث: شراة أرض والنسبة إليها شروي، قال أبو تراب:
سمعت السلمي يقول أشريت بين القوم وأغريت وأشريته به فشري مثل أغريته به ففري.
وشري الفرس في سيره واستشرى أي لج، فهو فرس شري، علي فعيل. ابن سيده: وفرس شري يستشري في جريه أي يلج. وشاراه مشاراة: لاجه. وفي حديث السائب: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، شريكي فكان خير شريك لا يشاري ولا يماري ولا يداري، المشاراة: الملاجة،
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»
الفهرست