لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٤٤٠
أخي إن تشكى من أذى كنت طبه، وإن كان ذاك الشكو بي فأخي طبي واشتكى عضوا من أعضائه وتشكى بمعنى. وفي حديث عمرو بن حريث: دخل على الحسن في شكو له، هو المرض، وقد شكا المرض شكوا وشكاة وشكوى وتشكى واشتكى. قال بعضهم: الشاكي والشكي الذي يمرض أقل المرض وأهونه. والشكي: الذي يشتكي. والشكي:
المشكو. وأشكى الرجل: أتى إليه ما يشكو فيه به.
وأشكاه: نزع له من شكايته وأعتبه: قال الراجز يصف إبلا قد أتعبها السير، فهي تلوي أعناقها تارة وتمدها أخرى وتشتكي إلينا فلا نشكيها، وشكواها ما غلبها من سوء الحال والهزال فيقوم مقام كلامها، قال:
تمد بالأعناق أو تثنيها، وتشتكي لو أننا نشكيها، مس حوايا قلما نجفيها قال أبو منصور: وللإشكاء معنيان آخران: قال أبو زيد شكاني فلان فأشكيته إذا شكاك فزدته أذى وشكوى، وقال الفراء أشكى إذا صادف حبيبه يشكو، وروى بعضهم قول ذي الرمة يصف الربع ووقوفه عليه:
وأشكيه، حتى كاد مما أبثه تكلمني أحجاره وملاعبه قالوا: معنى أشكيه أي أبثه شكواي وما أكابده من الشوق إلى الظاعنين عن الربع حين شوقتني معاهدهم فيه إليهم.
وأشكى فلانا من فلان: أخذ له منه ما يرضى. وفي حديث خباب بن الأرت: شكونا إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الرمضاء فما أشكانا أي ما أذن لنا في التخلف عن صلاة الظهيرة وقت الرمضاء.
قال أبو عبيدة: أشكيت الرجل أي أتيت إليه ما يشكوني، وأشكيته إذا شكا إليك فرجعت له من شكايته إياك إلى ما يحب. ابن سيده: وهو يشكى بكذا أي يتهم ويزن، حكاه يعقوب في الألفاظ، وأنشد:
قالت له بيضاء من أهل ملل، رقراقة العينين تشكى بالغزل وقال مزاحم:
خليلي، هل باد به الشيب إن بكى، وقد كان يشكى بالعزاء ملول والشكي أيضا: الموجع، وقول الطرماح بن عدي:
أنا الطرماح وعمي حاتم، وسمي شكي ولساني عارم، كالبحر حين تنكد الهزائم وسمي: من السمة، وشكي: موجع، والهزائم: البئار الكثيرة الماء، وسمي شكي أي يشكى لذعه وإحراقه.
التهذيب: سلمة يقال به شكأ شديد تقشر. وقد شكئت أصابعه، وهو التقشر بين اللحم والأظفار شبية بالتشقق. ويقال للبعير إذا أتعبه السير فمد عنقه وكثر أنينه: قد شكا، ومنه قول الراجز: شكا إلي جملي طول السرى، صبرا جميلي، فكلانا مبتلى أبو منصور: الشكاة توضع موضع العيب والذم،
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 ... » »»
الفهرست