لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٣١١
والأرجاء تهمز ولا تهمز. وفي حديث حذيفة لما أتي بكفنه فقال: إن يصب أخوكم خيرا فعسى وإلا فليترام بي رجواها إلى يوم القيامة أي جانبا الحفرة، والضمير راجع إلى غير مذكور، يريد به الحفرة، والرجا، مقصور: ناحية الموضع، وقوله: فليترام بي لفظ أمر، والمراد به الخبر أي وإلا ترامى بي رجواها كقوله تعالى: فليمدد له الرحمن مدا. وفي حديث ابن عباس (* قوله وفي حديث ابن عباس إلخ في النهاية: وفي حديث ابن عباس ووصف معاوية فقال كان إلخ). رضي الله عنهما: كان الناس يردون منه أرجاء واد رحب أي نواحيه، وصفه بسعة العطن والاحتمال والأناة. وأرجاها: جعل لها رجا.
وأرجى الأمر: أخره، لغة في أرجأه. ابن السكيت: أرجأت الأمر وأرجيته إذا أخرته، يهمز ولا يهمز، وقد قرئ:
وآخرون مرجون لأمر الله، وقرئ: مرجؤون، وقرئ: أرجه وأخاه، وأرجئة وأخاه، قال ابن سيده: وفي قراءة أهل المدينة قالوا أرجه وأخاه، وإذا وصفت به قلت رجل مرج وقوم مرجية، وإذا نسبت إليه قلت رجل مرجي، بالتشديد على ما ذكرناه في باب الهمز.
وفي حديث توبة كعب بن مالك: وأرجأ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أمرنا أي أخره. قال ابن الأثير: الإرجاء التأخير، وهذا مهموز. وقد ورد في الحديث ذكر المرجئة، قال: وهم فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنه لا يضر مع الإيمان معصية كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة، سموا مرجئة لاعتقادهم أن الله أرجأ تعذيبهم على المعاصي أي أخره عنهم، والمرجئة يهمز ولا يهمز، وكلاهما بمعنى التأخير. وتقول من الهمز: رجل مرجئ وهم المرجئة، وفي النسب مرجئي مثال مرجع ومرجعة ومرجعي، وإذا لم تهمز قلت رجل مرج ومرجية ومرجي مثل معط ومعطية ومعطي.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: ألا ترى أنهم يتبايعون الذهب بالذهب والطعام مرجى أي مؤجلا مؤخرا، ويهمز ولا يهمز، قال ابن الأثير: وفي كتاب الخطابي على اختلاف نسخه مرجى، بالتشديد للمبالغة، ومعنى الحديث أن يشتري من إنسان طعاما بدينار إلى أجل، ثم يبيعه منه أو من غيره قبل أن يقبضه بدينارين مثلا فلا يجوز لأنه في التقدير بيع ذهب بذهب والطعام غائب، فكأنه قد باعه ديناره الذي اشترى به الطعام غائب، فكأنه قد باعه ديناره الذي اشترى به الطعام بدينارين فهو ربا ولأنه بيع غائب بناجز ولا يصح.
والأرجية: ما أرجي من شئ. وأرجى الصيد: لم يصب منه شيئا كأرجأه. قال ابن سيده: وهذا كله واوي لوجود ر ج وملفوظا به مبرهنا عليه وعدم ر ج ي على هذه الصفة. وقوله تعالى: ترجي من تشاء منهن، من ذلك. وقطيفة حمراء أرجوان، والأرجوان: الحمرة، وقيل: هو النشاستج، وهو الذي تسميه العامة النشا. والأرجوان:
الثياب الحمر، عن ابن الأعرابي. والأرجوان: الأحمر. وقال الزجاج:
الأرجوان صبغ أحمر شديد الحمرة، والبهرمان دونه، وأنشد ابن بري:
عشية غادرت خيلي حميدا، كأن عليه حلة أرجوان وحكى السيرافي: أحمر أرجوان، على المبالغة به كما قالوا أحمر قانئ، وذلك لأن سيبويه إنما مثل به في الصفة، فإما أن يكون على المبالغة التي ذهب إليها السيرافي، وإما أن يريد الأرجوان الذي هو الأحمر مطلقا. وفي حديث عثمان: أنه غطى
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست