لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٣١٢
وجهه بقطيفة حمراء أرجوان وهو محرم، قال أبو عبيد: الأرجوان الشديد الحمرة، لا يقال لغير الحمرة أرجوان، وقال غيره أرجوان معرب أصله أرغوان بالفارسية فأعرب، قال: وهو شجر له نور أحمر أحسن ما يكون، وكل لون يشبهه فهو أرجوان، قال عمرو بن كلثوم:
كأن ثيابنا منا ومنهم خضبن بأرجوان، أو طلينا ويقال: ثوب أرجوان وقطيفة أرجوان، والأكثر في كلامهم إضافة الثوب والقطيفة إلى الأرجوان، وقيل: إن الكلمة عربية والألف والنون زائدتان، وقيل: هو الصبغ الأحمر الذي يقال له النشاستج، والذكر والأنثى فيه سواء. أبو عبيد: البهرمان دون الأرجوان في الحمرة، والمفدم المشرب حمرة.
ورجاء ومرجى: اسمان.
* رحا: الرحا: معروفة، وتثنيتها رحوان، والياء أعلى. ورحوت الرحا: عملتها، ورحيت أكثر، وقال في المعتل بالياء: الرحى الحجر العظيم. قال ابن بري: الرحا عند الفراء يكتبها بالياء وبالألف لأنه يقال رحوت بالرحا ورحيت بها. ابن سيده: الرحى الحجر العظيم، أنثى. والرحى: معروفة التي يطحن بها، والجمع أرح وأرحاء ورحي ورحي وأرحية، الأخيرة نادرة، قال:
ودارت الحرب كدور الأرحيه قال: وكرهها بعضهم. وحكى الأزهري عن أبي حاتم قال: جمع الرحى أرحاء، ومن قال أرحية فقد أخطأ، قال: وربما قالوا في الجمع الكثير رحي، وكذلك جمع القفا أقفاء، ومن قال أقفية فقد أخطأ، قال:
وسمعنا في أدنى العدد ثلاث أرح، قال: والرحى مؤنثة وكذلك القفا، وألف الرحى منقلبة من الياء، تقول هما رحيان، قال مهلهل ابن ربيعة التغلبي:
كأنا غدوة وبني أبينا، بجنب عنيزة، رحيا مدير وكل من مد قال رحاء ورحاءان وأرحية مثل عطاء وعطاءان وأعطية، جعلها منقلبة من الواو، قال الجوهري: ولا أدري ما حجته ولا ما صحته، قال ابن بري هنا: حجته رحت الحية ترحو إذا استدارت، قال: وأما صحة رحاء بالمد فقولهم أرحية.
ورحيت الرحى: عملتها وأدرتها. الجوهري: رحوت الرحا ورحيتها إذا أدرتها. وفي الحديث: تدور رحا الإسلام لخمس أو ست أو سبع وثلاثين سنة، فإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين سنة، وإن يهلكوا فسبيل من هلك من الأمم، وفي رواية: تدور في ثلاث وثلاثين سنة أو أربع وثلاثين سنة، قالوا: يا رسول الله سوى الثلاث والثلاثين، قال: نعم، قال ابن الأثير: يقال دارت رحى الحرب إذا قامت على ساقها، وأصل الرحى التي يطحن بها، والمعنى أن الإسلام يمتد قيام أمره على سنن الاستقامة والبعد من إحداثات الظلمة إلى تقضي هذه المدة التي هي بضع وثلاثون، ووجهه أن يكون قاله وقد بقيت من عمره السنون الزائدة على الثلاثين باختلاف الروايات، فإذا انضمت إلى مدة خلافة الأئمة الراشدين وهي ثلاثون سنة كانت بالغة ذلك المبلغ، وإن كان أراد سنة خمس وثلاثين من الهجرة ففيها خرج أهل مصر وحصروا عثمان، رضي الله عنه، وجرى فيها ما جرى، وإن كانت ستا وثلاثين ففيها كانت وقعة الجمل، وإن كانت سبعا
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست