لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٢١١
حم لا ينصرف، جعلته اسما للسورة أو أضفت إليه، لأنهم أنزلوه بمنزلة اسم أعجمي نحو هابيل وقابيل، وأنشد: وجدنا لكم، في آل حميم، آية تأولها منا تقي ومعرب قال ابن سيده: هكذا أنشده سيبويه، ولم يجعل هنا حا مع ميم كاسمين ضم أحدهما إلى صاحبه، إذ لو جعلهما كذلك لمد حا، فقال حاء ميم ليصير كحضرموت.
وحيوة: اسم رجل، قال ابن سيده: وإنما ذكرتها ههنا لأنه ليس في الكلام ح ي و، وإنما هي عندي مقلوبة من ح وي، إما مصدر حويت حية مقلوب، وإما مقلوب عن الحية التي هي الهامة فيمن جعل الحية من ح وي، وإنما صحت الواو لنقلها إلى العلمية، وسهل لهم ذلك القلب، إذ لو أعلوا بعد القلب والقلب علة لتوالى إعلالان، وقد تكون فيعلة من حوى يحوي ثم قلبت الواو ياء للكسرة فاجتمعت ثلاث ياءات، فحذفت الأخيرة فبقي حية، ثم أخرجت على الأصل فقيل حيوة.
* حيا: الحياة: نقيض الموت، كتبت في المصحف بالواو ليعلم أن الواو بعد الياء في حد الجمع، وقيل: على تفخيم الألف، وحكى ابن جني عن قطرب: أن أهل اليمن يقولون الحياة، بواو قبلها فتحة، فهذه الواو بدل من ألف حياة وليست بلام الفعل من حيوت، ألا ترى أن لام الفعل ياء؟ وكذلك يفعل أهل اليمن بكل ألف منقلبة عن واو كالصلاة والزكاة.
حيي حياة (* قوله حيي حياة إلى قوله خفيفة هكذا في الأصل والتهذيب).
وحي يحيا ويحي فهو حي، وللجميع حيوا، بالتشديد، قال: ولغة أخرى حي وللجميع حيوا، خفيفة. وقرأ أهل المدينة: ويحيا من حيي عن بينة، وغيرهم: من حي عن بينة، قال الفراء: كتابتها على الإدغام بياء واحدة وهي أكثر قراءات القراء، وقرأ بعضهم: حيي عن بينة، بإظهارها، قال: وإنما أدغموا الياء مع الياء، وكان ينبغي أن لا يفعلوا لأن الياء الأخيرة لزمها النصب في فعل، فأدغم لما التقى حرفان متحركان من جنس واحد، قال: ويجوز الإدغام في الاثنين للحركة اللازمة للياء الأخيرة فتقول حيا وحييا، وينبغي للجمع أن لا يدغم إلا بياء لأن ياءها يصيبها الرفع وما قبلها مكسور، فينبغي له أن تسكن فتسقط بواو الجماع، وربما أظهرت العرب الإدغام في الجمع إرادة تأليف الأفعال وأن تكون كلها مشددة، فقالوا في حييت حيوا، وفي عييت عيوا، قال: وأنشدني بعضهم:
يحدن بنا عن كل حي، كأننا أخاريس عيوا بالسلام وبالكتب (* قوله وبالكتب كذا بالأصل، والذي في التهذيب: وبالنسب).
قال: وأجمعت العرب على إدغام التحية لحركة الياء الأخيرة، كما استحبوا إدغام حي وعي للحركة اللازمة فيها، فأما إذا سكنت الياء الأخيرة فلا يجوز الإدغام مثل يحيي ويعيي، وقد جاء في الشعر الإدغام وليس بالوجه، وأنكر البصريون الإدغام في مثل هذا الموضع، ولم يعبإ الزجاج بالبيت الذي احتج به الفراء، وهو قوله:
وكأنها، بين النساء، سبيكة تمشي بسدة بيتها فتعيي وأحياه الله فحيي وحي أيضا، والإدغام أكثر لأن الحركة لازمة، وإذا لم تكن الحركة لازمة لم تدغم كقوله: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى.
(٢١١)
مفاتيح البحث: الموت (2)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست