لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ٣٣
جنفا، قال الأغلب العجلي: غر جنافي جميل الزي الجنافي: الذي يتجانف في مشيته فيختال فيها. وقال شمر:
يقال رجل جنافي، بضم الجيم، مختال فيه ميل، قال: ولم أسمع جنافيا إلا في بيت الأغلب، وقيده شمر بخطه بضم الجيم. وجنف عليه جنفا وأجنف: مال عليه في الحكم والخصومة والقول وغيرها، وهو من ذلك. وفي التنزيل العزيز: فمن خاف من موص جنفا أو إثما، قال الليث:
الجنف الميل في الكلام وفي الأمور كلها. تقول: جنف فلان علينا، بالكسر، وأجنف في حكمه، وهو شبيه بالحيف إلا أن الحيف من الحاكم خاصة والجنف عام، قال الأزهري: أما قوله الحيف من الحاكم خاصة فخطأ، الحيف يكون من كل من حاف أي جار، ومنه قول بعض التابعين:
يرد من حيف الناحل ما يرد من جنف الموصي، والناحل إذا نحل بعض ولده دون بعض فقد حاف، وليس بحاكم. وفي حديث عروة: يرد من صدقة الجانف في مرضه ما يرد من وصية المجنف عند موته.
يقال: جنف وأجنف إذا مال وجار فجمع بين اللغتين، وقيل: الجانف يختص بالوصية، والمجنف المائل عن الحق، قال الزجاج: فمن خاف من موص جنفا أي ميلا أو إثما أي قصدا لإثم، وقول أبي العيال:
ألا درأت الخصم، حين رأيتهم جنفا علي بألسن وعيون يجوز أن يكون جنفا هنا جمع جانف كرائح وروح، وأن يكون على حذف المضاف كأنه قال: ذوي جنف. وجنف عن طريقه وجنف وتجانف:
عدل، وتجانف إلى الشئ كذلك. وفي التنزيل: فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم، أي متمايل متعمد، وقال الأعشى:
تجانف عن جو اليمامة ناقتي، وما عدلت من أهلها لسوائكا وتجانف لإثم أي مال. وفي حديث عمر، وقد أفطر الناس في رمضان ثم ظهرت الشمس فقال: نقضيه (* قوله نقضيه كذا بالأصل، والذي في النهاية: لا نقضيه، باثبات لا بين السطور بمداد أحمر، وبهامشها ما نصه: وفيه لا تقضيه لا رد لما توهمه السائل كأنه قال أثمنا فقال له لاثم قال نقضيه ا ه‍.) ما تجانفنا لإثم أي لم نمل فيه لارتكاب إثم. وقال أبو سعيد: يقال لج في جناف قبيح وجناب قبيح إذا لج في مجانبة أهله، وقول عامر الخصفي:
هم المولى، وإن جنفوا علينا، وإنا من لقائهم لزور قال أبو عبيدة: المولى ههنا في موضع الموالي أي بني العم كقوله تعالى: ثم يخرجكم طفلا، قال ابن بري: وقال لبيد:
إني امرؤ منعت أرومة عامر ضيمي، وقد جنفت علي خصومي ويقال: أجنف الرجل أي جاء بالجنف كما يقال أتى أي أتى بما يلام عليه، وأخس أتى بخسيس، قال أبو كبير:
ولقد نقيم، إذا الخصوم تناقدوا، أحلامهم صعر الخصيم المجنف ويروى: تناقدوا. ورجل أجنف أي منحني
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست