لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٣٠٩
ما تستذكر به الحاجة. وقال أبو حنيفة في ذكر الأنواء: وأما الجبهة فنوؤها من أذكر الأنواء وأشهرها، فكأن قوله من أذكرها إنما هو على ذكر وإن لم يلفظ به وليس على ذكر، لأن ألفاظ فعل التعجب إنما هي من فعل الفاعل لا من فعل المفعول إلا في أشياء قليلة. واستذكر الشئ:
درسة للذكر. والاستذكار: الدراسة للحفظ. والتذكر: تذكر ما أنسيته. وذكرت الشئ بعد النسيان وذكرته بلساني وبقلبي وتذكرته وأذكرته غيري وذكرته بمعنى. قال الله تعالى: وادكر بعد أمة، أي ذمر بعد نسيان، وأصله اذتكر فأدغم.
والتذكير: خلاف التأنيث، والذكر خلاف الأنثى، والجمع ذكور وذكورة وذكار وذكارة وذكران وذكرة. وقال كراع: ليس في الكلام فعل يكسر على فعول وفعلان إلا الذكر. وامرأة ذكرة ومذكرة ومتذكرة: متشبهة بالذكور. قال بعضهم:
إياكم وكل ذكرة مذكرة شوهاء فوهاء تبطل الحق بالبكاء، لا تأكل من قلة ولا تعتذر من علة، إن أقبلت أعصفت وإن أدبرت أغبرت. وناقة مذكرة: متشبهة بالجمل في الخلق والخلق، قال ذو الرمة:
مذكرة حرف سناد، يشلها وظيف أرح الخطو، ظمآن سهوق ويوم مذكر: إذا وصف بالشدة والصعوبة وكثرة القتل، قال لبيد: فإن كنت تبغين الكرام، فأعولي أبا حازم، في كل مذكر وطريق مذكر: مخوف صعب.
وأذكرت المرأة وغيرها فهي مذكر: ولدت ذكرا. وفي الدعاء للحبلى: أذكرت وأيسرت أي ولدت ذكرا ويسر عليها.
وامرأة مذكر: ولدت ذكرا، فإذا كان ذلك لها عادة فهي مذكار، وكذلك الرجل أيضا مذكار، قال رؤبة:
إن تميما كان قهبا من عاد، أرأس مذكارا، كثير الأولاد ويقال: كم الذكرة من ولدك؟ أي الذكور وفي الحديث: إذا غلب ماء الرجل ماء المرأة أذكرا، أي ولدا ذكرا، وفي رواية: إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة أذكرت بإذن الله أي ولدته ذكرا. وفي حديث عمر: هبلت الوادعي أمه لقد أذكرت به أي جاءت به ذكرا جلدا. وفي حديث طارق مولى عثمان: قال لابن الزبير حين صرع:
والله ما ولدت النساء أذكر منك، يعني شهما ماضيا في الأمور. وفي حديث الزكاة: ابن لبون ذكر، ذكر الذكر تأكيدا، وقيل: تنبيها على نقص الذكورية في الزكاة مع ارتفاع السن، وقيل: لأن الابن يطلق في بعض الحيوانات على الذكر والأنثى كابن آوى وابن عرس وغيرهما، لا يقال فيه بنت آوى ولا بنت عرس فرفع الإشكال بذكر الذكر. وفي حديث الميراث: لأولى رجل ذكر، قيل: قاله احترازا من الخنثى، وقيل: تنبيها على اختصاص الرجال بالتعصيب للذكورية. ورجل ذكر: إذا كان قويا شجاعا أنفا أبيا. ومطر ذكر: شديد وابل، قال الفرزدق:
فرب ربيع بالبلاليق قد، رعت بمستن أغياث بعاق ذكورها وقول ذكر: صلب متين. وشعر ذكر:
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»
الفهرست