لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ١١١
مال لا غير.
والثور: القطعة العظيمة من الأقط، والجمع أثوار وثورة، على القياس. ويقال: أعطاه ثورة عظاما من الأقط جمع ثور.
وفي الحديث: توضؤوا مما غيرت النار ولو من ثور أقط، قال أبو منصور: وذلك في أول الإسلام ثم نسخ بترك الوضوء مما مست النار، وقيل:
يريد غسل اليد والفم منه، ومن حمله على ظاهره أوجب عليه وجوب الوضوء للصلاة. وروي عن عمرو بن معد يكرب أنه قال: أتيت بني فلان فأتوني بثور وقوس وكعب، فالثور القطعة من الأقط، والقوس البقية من التمر تبقى في أسفل الجلة، والكعب الكتلة من السمن الحامس. وفي الحديث:
أنه أكل أثوار أقط، الاثوار جمع ثور، وهي قطعة من الأقط، وهو لبن جامد مستحجر. والثور: الأحمق، ويقال للرجل البليد الفهم:
ما هو إلا ثور. والثور: الذكر من البقر، وقوله أنشده أبو علي عن أبي عثمان:
أثور ما أصيدكم أو ثورين أم تيكم الجماء ذات القرنين؟
فإن فتحة الراء منه فتحة تركيب ثور مع ما بعده كفتحة راء حضرموت، ولو كانت فتحة إعراب لوجب التنوين لا محالة لأنه مصروف، وبنيت ما مع الاسم وهي مبقاة على حرفيتها كما بنيت لا مع النكرة في نحو لا رجل، ولو جعلت ما مع ثور اسما ضممت إليه ثورا لوجب مدها لأنها قد صارت اسما فقلت أثور ماء أصيدكم، كما أنك لو جعلت حاميم من قوله:
يذكرني حاميم والرمح شاجر اسمين مضموما أحدهما إلى صاحبه لمددت حا فقلت حاء ميم ليصير كحضرموت، كذا أنشده الجماء جعلها جماء ذات قرنين على الهزء، وأنشدها بعضهم الحماء، والقول فيه كالقول في ويحما من قوله:
ألا هيما مما لقيت وهيما، وويحا لمن لم يلق منهن ويحما والجمع أثوار وثيار وثيارة وثورة وثيرة وثيران وثيرة، على أن أبا علي قال في ثيرة إنه محذوف من ثيارة فتركوا الإعلال في العين أمارة لما نووه من الألف، كما جعلوا الصحيح نحو اجتوروا واعتونوا دليلا على أنه في معنى ما لا بد من صحته، وهو تجاوروا وتعاونوا، وقال بعضهم: هو شاذ وكأنهم فرقوا بالقلب بين جمع ثور من الحيوان وبين جمع ثور من الأقط لأنهم يقولون في ثور الأقط ثورة فقط وللأنثى ثورة، قال الأخطل:
وفروة ثفر الثورة المتضاجم وأرض مثورة: كثيرة الثيران، عن ثعلب. الجوهري عند قوله في جمع ثيرة: قال سيبويه: قلبوا الواو ياء حيث كانت بعد كسرة، قال: وليس هذا بمطرد. وقال المبرد: إنما قالوا ثيرة ليفرقوا بينه وبين ثورة الأقط، وبنوه على فعلة ثم حركوه، ويقال: مررت بثيرة لجماعة الثور. ويقال: هذه ثيرة مثيرة أي تثير الأرض. وقال الله تعالى في صفة بقرة بني إسرائيل: تثير الأرض ولا تسقي الحرث، أرض مثارة إذا أثيرت بالسن وهي الحديدة التي تحرث بها الأرض. وأثار الأرض: قلبها على الحب بعدما فتحت مرة، وحكي أثورها على التصحيح.
وقال الله عز وجل: وأثاروا الأرض، أي حرثوها وزرعوها واستخرجوا منها بركاتها وأنزال زرعها. وفي الحديث: أنه كتب لأهل جرش بالحمى الذي حماه لهم للفرس والراحلة والمثيرة، أراد بالمثيرة بقر الحرث
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست