شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٣ - الصفحة ٤٨
وقال:
134 - سالتانى الطلاق إذ رأتانى * قل مالي، قد جئتماني بنكر (1) وقال:
135 - سالت هذيل رسول الله فاحشة * ضلت هذيل بما قالت ولم تصب (2)
(1) هذا البيت من الخفيف، وهو لزيد بن عمرو بن نفيل القرشي العدوي، وهو أحد الذين برئوا من عبادة الأوثان في الجاهلية وطلبوا دين إبراهيم وتنسكوا. وقبله:
تلك عرساى تنطقان على عمد * إلى اليوم قول زور وهتر عرساى: مثنى عرس مضاف إلى ياء المتكلم، وعرس الرجل - بكسر فسكون -:
زوجه، والهتر - بفتح الهاء وسكون التاء -: مصدر هتره يهتره، إذا مزق عرضه، وبكسر الهاء وسكون التاء: اسم بمعنى الكذب، والامر العجيب، والساقط من الكلام. واستشهاد بالبيت في قوله " سالتانى " على أن أصله سألتانى، فخفف الهمزة المفتوحة المفتوح ما قبلها بقلبها ألفا على نحو ما ذكرنا في البيت الذي قبله (2) هذا بيت من البسيط لحسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه من كلمة يهجو فيها هذيلا، لانهم قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم أبو كبير الهذلي، فقال أبو كبير للنبي صلى الله عليه وسلم: أحل لي الزنا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أتحب أن يؤتى إليك مثل ذلك؟ قال: لا، قال: فارض للناس ما ترضى لنفسك، قال فادع الله أن يذهب ذلك عنى. وقد روى كلمة حسان هذه ابن هشام في السيرة (ح 3 ص 176 طبعة المكتبة التجارية) وبعده:
سألوا رسولهم ما ليس معطيهم * حتى الممات وكانوا سبة العرب ولن ترى لهذيل داعيا أبدا * يدعوا لمكرمة عن منزل الحرب لقد أرادوا خلال الفحش ويحهم * وأن يحلوا حراما كان في الكتب والاستشهاد بالبيت في قوله " سالت " وأصله سألت فخفف الهمزة المفتوحة المفتوح ما قبلها بقلبها ألفا، ومثله قوله: " سألوا رسولهم " في البيت الذي أنشدناه بعده