شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٣ - الصفحة ١٣٢
وعيائيل بالهمز لان أصله عيائل: إذ هو جمع عيل كسيد، وهو الفقير، فأشبع الكسرة، قال 144 - فيها عيائيل أسود ونمر (1)
(1) هذا البيت من مشطور الرجز، وهو لحكيم بن معية الربعي من بنى تميم، وقبله قوله:
أحمى قناة صلبة ما تنكسر * صماء تمت في نياف مشمخر حفت بأطواد عظام وسمر * في أشب الغيطان ملتف الحظر أحمى: مضارع حمى قومه - كرمى - حماية، إذا منعهم ودافع عنهم، والقناة:
الرمح، والصلبة: الشديدة القوية، والصماء: التي يكون جوفها غير فارغ، وتمت:
كملت واستوت في منبتها، والنياف - ككتاب -: العالي المرتفع، وأراد جبلا، وأجود منابت الرماح قمم الجبال، وأصله نواف فقلبت الواو ياء شذوذا، لأنه ليس بمصدر ولا يجمع ومشمخر: اسم فاعل من اشمخر: أي علاء وارتفع، وحفت:
أحيطت، والاطواد: جمع طود، وهو الجبل، والسمر: اسم جنس جمعي واحدته سمرة، وهو نوع من الشجر عظيم طويل، والاشب - بفتح فكسر -: الملتف الذي لا يمكن الدخول فيه إلا بشدة، والحظر: يقال: هو بفتح الحاء وكسر الظاء، وهو الموضع الذي يحيط به الشجر، ويقال: هو بضمتين، وهو جمع حظيرة، والعيائيل: جمع عيل - بتشديد الياء وكسرها - وهو فيعل من عال يعيل إذا تبختر أو من عال الفرس يعيل إذا تكفأ في مشيه وتمايل، وذلك لكرمه، ويقال: اشتقاقه من عال يعيل إذا افتقر، والنمر - بضمتين -: جمع نمر - بفتح فكسر - وقياسه نمور، فحذفت الواو. والاستشهاد بالبيت في قوله " عيائيل " حيث أبقى الهمزة المنقلبة عن الياء، لأنه لم يعتد بالمدة التي قبل الطرف، لأنها للاشباع وليست في مقابلة حرف في المفرد