مصباح الفقيه (ط.ق) - آقا رضا الهمداني - ج ١ق٢ - الصفحة ٤٢٢
أبى كتب في وصيته إلى أن قال وشققت له الأرض من اجل انه كان بادنا ومنه يعرف الوجه فيما رواه إسماعيل بن همام عن أبي الحسن الرضا (ع) قال قال أبو جعفر (ع) حين احتضر إذا انا مت فاحفروا لي وشقوا لي شقا فان قيل لكم ان رسول الله صلى الله عليه وآله لحد له فقد صدقوا فلا منافاة حينئذ بين هاتين الروايتين وبين ما دل على أن اللحد أفضل كما يؤيده النبوي صلى الله عليه وآله اللحد لنا والشق لغيرنا وعن ظاهر المعتبر وغيره كونه عاميا لكنه لا بأس بذكره في مقام التأييد خصوصا في مثل هذا الفرع الذي استفاض نقل الاجماع عليه لكن قد ينافيه رواية أبى الصلت المتقدمة ولعل اختيار الشق فيها كاختيار سبع مراقي كان لعلة مخصوصة بموردها والله العالم وربما ينزل هذه الرواية على ارادته في الأرض الرخوة فيجمع بين الروايات بذلك ولعله لذا خص غير واحد منهم موضوع الحكم باستحباب اللحد في فتاويهم وبعض معاقد اجماعاتهم بالأرض الصلبة ولكنه لا يخلو عن تأمل وكيف كان فالمراد باللحد انه إذا انتهى إلى ارض القبر حفر في جانبه مكانا يوضع فيه الميت والشق ان يحفر في قعره شبه النهر يوضع فيه الميت ثم يسقف عليه وليكن اللحد مما يلي القبلة كما نص عليه جماعة بل عن الروض نسبته إلى الأصحاب وكفى به حجة في مثله مسامحة والله العالم ومنها ان تحل عقد الأكفان إذا وضع في القبر من قبل رأسه ورجليه وغيرهما ان كانت كما يدل عليه رواية أبي بصير قال سئلت أبا عبد الله (ع) عن عقد كفن الميت فقال إذا أدخلته القبر فحلها ورواية أبى حمزة قال قلت لأحدهما (ع) يحل عقد كفان الميت قال نعم ويبرز وجهه ورواية إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال إذا وضعته في لحده فحل عقده وخبر سالم بن مكرم عن أبي عبد الله (ع) أنه قال يجعل وسادة من تراب ويجعل خلف ظهره مدره لئلا يستلقى ويحل عقد كفنه كلها ويكشف عن وجهه ثم يدعى له وعليه يحمل الامر يحمل الامر بشق الكفن الوارد في مرسلة ابن أبي عمير عن أبي عبد الله (ع) قال يشق الكفن من عند رأس الميت إذا ادخل قبره وخبر حفص بن البختري عن أبي عبد الله (ع) قال يشق الكفن إذا ادخل الميت في قبره من عند رأسه بقرينة الروايات السابقة ومخالفة الشق لما عليه الأصحاب كما اعترف به غير واحد ومنها ان يجعل معه شئ من تربة الحسين عليه السلام للتبرك والاستشفاع فعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري قال كتبت إلى الفقيه أسئله عن طين القبر يوضع مع الميت في قبره هل يجوز ذلك أم لا فأجاب وقرات التوقيع ومنه نسخت يوضع مع الميت في قبره ويخلط بحنوطه انشاء الله وعن الاحتجاج روايته عن محمد بن عبد الله عن أبيه عن صاحب الزمان عجل الله فرجه ويؤيده ما عن العلامة في المنتهى أنه قال إن امرأة كانت تزني وتوضع أولادها وتحرقها بالنار خوفا من أهلها ولم يعلم بها غير أمها فلما ماتت دفنت فانكشف التراب عنها ولم تقبلها الأرض فنقلت من ذلك المكان إلى غيره فجرى لها ذلك فجاء أهلها إلى الصادق (ع) وحكوا له القصة فقال لامها ما كانت تصنع هذه في حيوتها من المعاصي فأخبرته بباطن امرها فقال الصادق (ع) ان الأرض لا تقبل هذه لأنها كانت تعذب خلق الله بعذاب الله اجعلوا في قبرها شيئا من تربة الحسين (ع) ففعل ذلك بها فسترها الله تعالى وعن جعفر بن عيسى انه سمع أبا الحسن (ع) يقول ما على أحدكم إذا دفن الميت ووسده التراب ان يضع مقابل وجهه لبنة من الطين ولا يضعها تحت رأسه قيل إن المراد بالطين تربة الحسين (ع) لمعهوديتها عندهم وعن الفقه الرضوي ويجعل في أكفانه شئ من طين القبر وتربة الحسين عليه السلام ومنها ان يلقنه الشهادتين والاقرار بالأئمة عليهما السلام بأسمائهم حتى امام زمانه (ع) بعد وضعه في قبره قبل تشريح اللبن كما يدل عليه جملة من الاخبار * (منها) * صحيحة زرارة عن أبي جعفر (ع) قال قال إذا وضعت الميت في لحده فقل بسم الله وفى سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله واقرأ اية الكرسي واضرب يدك على منكبه الأيمن ثم قل يا فلان قل رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله نبيا وبعلي اماما وتسمى امام زمانه الحديث ونحوه خبره الاخر الا أنه قال وسم حتى امام زمانه وخبر محفوظ الإسكافي عن أبي عبد الله (ع) إذا أردت ان تدفن الميت إلى أن قال ويدنى فمه إلى سمعه ويقول اسمع افهم ثلاث مرات الله ربك ومحمد صلى الله عليه وآله نبيك والاسلام دينك وفلان امامك اسمع وافهم واعدها عليه ثلاث مرات هذا التلقين وفى خبر أبي بصير عن أبي عبد الله فإذا وضعته في اللحد فضع له فمك على اذنه فقل الله ربك والاسلام دينك ومحمد نبيك والقران كتابك وعلى امامك وفى خبر سالم بن مكرم عن أبي عبد الله (ع) ثم يدعى ويقال اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك نزل بك وأنت خير منزول به اللهم افسح له في قبره ولقنه حجته وألحقه بنبيه وقه شر منكر ونكير ثم تدخل يدك اليمنى تحت منكبه الأيمن وتضع يدل اليسرى على منكبه الأيسر وتحركه تحريكا شديدا وتقول يا فلان بن فلان الله ربك ومحمد نبيك والاسلام دينك وعلى وليك وامامك وتسمى الأئمة عليهم السلام واحدا بعد واحد إلى اخرهم أئمتك أئمة هدى ابرار ثم تعيد عليه التلقين مرة أخرى فإذا وضعت عليه اللبن فقل اللهم ارحم غربته وصل وحدته وانس وحشته وامن روعته واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغنى بها عن رحمة من سواك واحشره مع من كان يتولاه الحديث وخبر إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول إذا نزلت في قبر فقل بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله ثم تسل الميت سلا فإذا وضعته في قبره فحل عقدته وقل اللهم يا رب عبدك وابن عبدك نزل بك وأنت خير منزول به اللهم ان كان محسنا فزد في احسانه وان كان مسيئا فتجاوز عنه وألحقه بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وصالح شيعته أو اهدنا وإياه إلى صراط مستقيم اللهم عفوك عفوك ثم تضع يدك اليسرى على عضده الأيسر وتحركه تحريكا شديدا ثم تقول يا فلان بن فلان إذا سئلت فقل الله ربى ومحمد نبيي والاسلام ديني والقران كتابي وعلي (ع) امامي حتى تستوفى الأئمة (ع) ثم تعيد عليه القول ثم تقول أفهمت
(٤٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 ... » »»