البختري المروى عن قرب الإسناد عن جعفر عن أبيه عن علي (ع) ان قبر رسول الله صلى الله عليه وآله رفع من الأرض قدر شبر وأربع أصابع الا انهما معارضتان برواية عقبة بن بشير المتقدمة مع امكان مدخلية الخصوصية في ذلك فالأولى هو الاقتصار على الأربع أصابع مضمومة أو مفرجة والله العالم ومنها ان يربع القبر كما يدل عليه جملة من الاخبار التي تقدم بعضها وفى الجواهر ان المراد بالتربيع هنا خلاف التدوير والتسديس ما كانت له زوايا قائمة لا المربع المتساوي الأضلاع قيل لتعطيل كثير من الأرض وعدم كونه معهودا في الزمن السالف كما نرى فيما بقي اثارها من القبور وعن بعضهم ان المراد بالتربيع خلاف التسنيم وربما استظهر ذلك من التذكرة ولا ريب في بعده انتهى أقول ويؤيد إرادة المعنى الأول مرسلة الحسين بن الوليد المروية عن العلل عن أبي عبد الله (ع) قال قلت لأي علة يربع القبر قال لعلة البيت لأنه نزل مربعا ويؤيد المعنى الأخير خبر الأعمش المروى عن الخصال والقبور تربع ولا تسنم إذ الظاهران قوله (ع) ولا تسنم تفسير لما قبله فيكون مفاده مفاد ما عن الفقه الرضوي قال ويكون مسطحا لا مسنما وكيف كان فلا تأمل في استحباب التربيع بكلا المعنيين خصوصا بالمعنى الأخير حيث اضافه بعض إلى مذهبنا كما أنه لا تأمل في كراهة التسنيم لاستفاضة نقل الاجماع عليها بل عن غير واحد من العامة الاعتراف بان السنة انما هو تسطيح القبور لكنهم عدلوا عنه مراغمة للشيعة والحمد لله الموفق للصواب ومنها ان يصب عليه أي على القبر الماء كما يدل عليه جملة من الاخبار التي تقدم بعضها وفى مرسلة ابن أبي عمير عن الصادق (ع) في رش الماء على القبر فان يتجافى عنه العذاب ما دام الندى في التراب لكن في أغلب الاخبار وقع التعبير بلفظ الرش وفى بعضها الامر بالنضح كما في صحيحة زرارة قال قال أبو عبد الله إذا فرغت من القبر فانضحه ثم ضع يدك عند رأسه وتغمز كفك عليه بعد النضح ومقتضى اطلاقه استحباب النضح مطلقا كما صرح به بعض بل عن المنتهى عليه فتوى علمائنا لكن الأفضل في كيفية صب الماء ان يستقبل القبلة ويبدء من قبل رأسه ثم يدور عليه فان فضل من الماء شئ ألقاه على وسط القبر كما يدل عليه رواية موسى بن أكيل النميري عن أبي عبد الله (ع) قال السنة في رش الماء على القبر ان تستقبل القبلة وتبدء من عند الرأس إلى عند الرجل ثم تدور على القبر من الجانب الآخر ثم يرش على وسط القبر فكذلك السنة وفى خبر سالم بن مكرم المروى عن الفقيه الذي تقدم صدره عند بيان استحباب الدعاء في القبر عن أبي عبد الله (ع) قال فإذا سوى قبره فصب على قبره الماء وتجعل القبر امامك وأنت مستقبل القبلة وتبدء بصب الماء عند رأسه وتدور به على قبره من اربع جوانبه حتى ترجع إلى الرأس من غير أن تقطع الماء فان فضل من الماء شئ فصبه على وسط القبر الخ وفى الجواهر بعد نقل خبر سالم قال الظاهر أن ذلك من عبارة الصدوق لامن تتمة خبر سالم وجعل اتحاده مع ما في الفقه من مؤيدات ذلك أقول على تقدير تمامية الاستظهار وعدم كون الفقه الرضوي بعينه من كلام الإمام (ع) فلا ينبغي التأمل في كون هذه العبارة ولو كانت صادرة عن الصدوق نقلا لمضمون رواية واصلة إليه وكفى بمثله دليلا في مثل المقام والله العالم ومنها ان يوضع اليد غامزا بها على القبر كما يدل عليه جملة من الاخبار منها صحيحة زرارة المتقدمة وينبغي ان يكون الغمز من عند رأسه كما تدل عليه الصحيحة وأن يكون مفرجة الأصابع لقول الباقر (ع) في صحيحة زرارة إذا حثى عليه التراب وسوى قبره فضع كفك على قبره عند رأسه وفرج أصابعك واغمز كفك عليه بعد ما ينضح بالماء ويتأكد استحباب وضع اليد لمن لم يحضر الصلاة عليه كما يدل عليه خبر إسحاق بن عمار قال قلت لأبي الحسن الأول (ع) ان أصحابنا يصنعون شيئا إذا حضروا الجنازة ودفن الميت لم يرجعوا حتى يمسحوا أيديهم على القبر أفسنة ذلك أم بدعة فقال ذلك واجب على من لم يحضر الصلاة عليه ورواية محمد بن إسحاق قال قلت لأبي الحسن الرضا (ع) شئ يصنعه الناس عندنا يضعون أيديهم على القبر إذا دفن الميت قال انما ذلك لمن لم يدرك الصلاة عليه واما من أدرك الصلاة عليه فلا وظاهر هاتين الروايتين كفاية مطلق وضع اليد وعدم اعتبار الغمز ويحتمل بعيدا كونه سنة أخرى مغايرة للأولى ثابتة لمن لم يحضر الصلاة عليه والله العالم ومنها ان يترحم على الميت بعد دفنه والأولى ان يدعو له بما هو المأثور مثل ما في رواية إسحاق بن عمار المتقدمة ويقرب منه ما في خبر محمد بن مسلم عن أحدهما قال فإذا وضعت عليه اللبن فقل اللهم صل وحدته وانس وحشته واسكن إليه من رحمتك رحمة تغنيه عن رحمة من سواك وإذا خرجت من قبره فقل انا لله وانا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين اللهم ارفع درجته في أعلى عليين واخلف على عقبه في الغابرين يا رب العالمين وخبر سالم بن مكرم فإذا وضعت عليه اللبن فقل اللهم ارحم غربته وصل وحدته وانس وحشته وامن روعته واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغنى بها من رحمة من سواك واحشره مع من كان يتولاه ومتى زرت قبره فادع له بهذا الدعاء وأنت مستقبل القبلة ويداك على القبر فإذا خرجت من القبر فقل أنت تنفض يديك من التراب انا لله وانا إليه راجعون ثم احث التراب عليه بظهر كفيك ثلث مرات وقل ايمانا بك و تصديقا بكتابك هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله فإنه من فعل ذلك وقال هذا الكلمات كتب الله له بكل ذرة حسنة ومنها ان يلقنه الولي بعد انصراف الناس عنه بأرفع صوته كما يدل عليه خبر يحيى بن عبد الله قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ما على أهل الميت ان يدرؤا عن ميتهم لقاء منكر ونكير قال قلت كيف نصنع قال إذا افرد الميت فليستخلف عنده أولى الناس به فيضع فمه عند رأسه ثم ينادى بأعلى صوته يا فلان بن فلان أو يا فلانه بنت فلان هل أنت على العهد الذي فارقنا عليه من شهادة ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله سيد النبيين وان عليا أمير المؤمنين (ع) وسيد الوصيين وان ما جاء به محمد صلى الله عليه وآله حق والبعث حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور فيقول
(٤٢٤)