وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٠١
[ستعلم في الحساب إذا التقينا * غدا عند الاله من الظلوم] [إلى ديان يوم الدين تمضي * وعند الله تجتمع الخصوم] [فويل الغادر المأمون مما * جناه على الرضا ويل عظيم] [أيقطع كبد مولاه بسم * سرت منه على الدين السموم] قال هرثمة: لما مضى من الليل نصفه قرع الباب علي قارع فأجابه بعض غلماني فقال له: قل لهرثمة أجب سيدك، قال: فقمت مسرعا وأخذت علي أثوابي وأسرعت إلى سيدي الرضا (ع)، فدخل الغلام بين يدي ودخلت وراءه فإذا أنا بسيدي جالس في صحن داره، فقال لي: يا هرثمة فقلت: لبيك يا سيدي ومولاي فقال لي: اجلس، فجلست فقال لي: اسمع وعي يا هرثمة، هذا أوان أجلي ولحوقي بجدي (ص) وآبائي (ع)، وقد بلغ الكتاب أجله وقد عزم هذا الطاغي على سمي في عنب ورمان مفروك، فأما العنب فإنه يغمس السلك في السم ويجذبه بالخيط في العنب، وأما الرمان فإنه يطرح السم في كف بعض غلمانه ويفرك الرمان بيده ليلطخ حبه بذلك السم، وإنه سيدعوني اليوم المقبل ويقرب إلي الرمان والعنب ويسألني أكله فآكله ثم ينفذ الحكم ويحضر القضاء، فإذا أنا مت فسيقول: أنا أغسله بيدي فإذا قال ذلك فقل له عني بينك وبينه أنه قال لي: لا تعرض لغسلي ولا لكفني ولا لدفني، فإنك إن فعلت ذلك عاجلك من العذاب ما أخر عنك وحل بك اليوم ما تحذر فإنه سينتهي، قال: فقلت: نعم يا سيدي قال (ع): فإذا خلا بينك وبين غسلي فيجلس في علو من أبنيته مشرفا على موضع غسلي لينظر، فلا تعرض يا هرثمة لشئ من غسلي حتى ترى فسطاطا أبيض قد ضرب في جانب الدار، فإذا رأيت ذلك فاحملني في أثوابي التي أنا فيها فضعني من وراء الفسطاط وقف من ورائه ويكون من معك دونك، ولا تكشف عن الفسطاط لئلا تراني فتهلك فإنه سيشرف عليك ويقول لك: يا هرثمة أليس زعمتم أن الامام لا يغسله إلا إمام مثله فمن يغسل أبا الحسن وابنه محمد بالمدينة من بلاد الحجاز ونحن بطوس؟
فإذا قال ذلك فأجبه وقل له: إنا نقول أن الامام لا يغسله إلا إمام فإن تعدى متعد
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست