وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢٩٠
بيت الله الحرام، وكان معي مولى لي فاعتل بعلة في الطريق واشتهى عنبا فقلت له: ويحك ليس في هذا المكان عنب، فبينما أنا معه في الكلام وكنت بعيدا من الامام إذ جاءني خادمه وقال لي: يقول لك سيدي علي بن موسى الرضا ان مولاك اشتهى عنبا فانظر قدامك ترى العجب العجاب، قال: فنظرت فإذا أنا بحديقة عظيمة وفيها عنب ورمان فدخلت وأخذت من ذلك العنب والرمان وأتيت به إلى غلامي وأكلنا معه، فلما رجعنا إلى بغداد دخلت على الليث بن سعيد وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وقصصت عليهما القصة فتعجبا من ذلك وقاما ودخلا على علي بن موسى الرضا وأخبراه بما أخبرهما به عمار بن زيد عنه فقال (ع): وليس ذلك عليكما ببعيد انظرا هاهنا، فنظرا وإذا بحديقة فيها من الفواكه ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين فسرا بذلك سرورا عظيما وقالا: نشهد أنك ابن رسول الله (ص) ووصيه حقا وحجة في أرضه وسمائه، وأنت باب الدين وعماده، وحجة الله على عباده بعد آبائك الطاهرين.
وعن علي بن محمد القاشاني قال: أخبرني بعض أصحابنا أنه قال حملت إلى علي بن موسى الرضا (ع) مالا خطيرا فلم أره سر به فاغتممت لذلك وقلت في نفسي: قد حملت هذا المال وما سر به فقال: يا غلام علي بالطشت والماء، ثم قعد (ع) على كرسي وقال للغلام: صب علي الماء، فصبه فجعل يسيل من بين أصابعه في الطشت ذهبا أحمرا ثم التفت إلى وقال: من كان يفعل هكذا لا يبالي بما حمل إليه فهذا قليل من كثير ونقطة من غدير.
فبالله عليكم يا أولي الألباب الصافية والأفكار الصاحية أمن العدل والانصاف أن يستحق هذا الامام الذي هو من سادات الاشراف وأهل الأعراف أن تقطع أمعائه بالسموم القاتلة ويقصد بالهموم الهائلة والغموم الغائلة، ويجرع بالآلام الشديدة والمضار المبيدة بعد ظهور فضائله الساطعة وأنوار مناقبه اللامعة؟ وهل يجوز أن يسم في الرمان والعنب من كان يظهرهما ويطعمهما الناس في غير أوانهما المرتقب؟ فلما تمت للإمام (ع) ولاية العهد التي كانت
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»
الفهرست