وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٣٠٥
[يعزز على عين خير الرسل تلحظه * وقد قضى بنقيع السم مكظوما] [وليت مولى الورى موسى تلاحظه * حلف البلايا بعيد الدار مهضوما] [فأين عيناه ترنوه غداة قضا * مجرعا لذعاف السم مظلوما] [بعدا وسحقا لقلب لا يروح له * ويغتدي أبد الأيام مغموما] [فهاك يا عين سحي ما حييت دما * لما أصاب الرضا كالغيث مسجوما] [وكيف لم يألف الشجو المتبر من * غدا بحب الرضا في الناس موسوما] [لأجعلن البكاء والنوح ما طرفت * عيني لما نال مولى الخلق محتوما] [أمهجة المصطفى تمسي مضرمة * وضامري لا يراه الله مضروما] [وطرف فاطمة الزهراء يكلمه ال‍ * بكاء وطرفي لا ألفاه مكلوما] فيا لها قارعة نازلة، ورزية هائلة، تركت مدارس علوم الدين عاطلة، ومجالس عز الموحدين خاملة، فخددوا خدودكم بأخاديد الدموع الهاطلة، وفجروا من عيونكم عيون العبرات الهاملة، وأسيلوا في أودية أبدانكم شؤون الأشجان السائلة، وشاركوا الإمام الجواد في تجرعه كؤوس هذه المعضلة القاتلة، وشمروا عن ساعد الجد والاجتهاد في مساعدة النبي والأئمة الأمجاد لتعرجوا في معارج السعادة الكاملة.
وفي خبر ياسر الخادم قال: فلما كان في آخر يوم الذي قبض فيه كان ضعيفا في ذلك اليوم، فقال لي بعد ما صلى الظهر: يا ياسر (أكل الناس) فقلت يا سيدي ومن يأكل هاهنا مع ما أنت فيه؟ فانتصب (ع) ثم قال: هاتوا المائدة فلم يدع من حشمه أحدا إلا أقعده معه على المائدة يتفقدهم واحدا بعد واحد، فلما أكلوا قال: ابعثوا إلى النساء بالطعام فحمل الطعام إلى النساء فلما فرغوا من الاكل أغمي عليه وضعف، فوقعت الصيحة فجاءت جواري المأمون ونساءه حافيات حاسرات فوقعت الوجبة بطوس، فجاء المأمون حافيا يضرب على رأسه ويقبض على لحيته ويتأسف ويبكي وتسيل الدموع على خديه، فوقف على الرضا وقد أفاق فقال: يا سيدي والله ما أدري أي المصيبتين علي
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست