وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢١٢
فقال: بيني وبينك القاضي، فقال: انطلق بنا.
فلما أخرجه قال أبي (ع) لزيد: يا زيد إن معك سكين قد أخفيتها، أرأيتك إن نطقت هذه السكينة التي تسترها مني فشهدت أني أولى بالحق منك فتكف عني؟ قال: نعم وحلف له بذلك فقال أبي: أيتها السكين انطقي بأذن الله تعالى، فوثبت السكين من يد زيد بن الحسن على الأرض فقالت: يا زيد أنت ظالم لمحمد ومحمد أحق بالإرث منك وأولى، وإن لم تكف لألين قتلك، فخر زيد مغشيا عليه وأخذ أبي (ع) بيده وأقامه ثم قال: يا زيد إن أنطقت الصخرة التي نحن عليها تقبل؟ قال: نعم، قال: فارتفعت الصخرة التي قاما عليها على زيد حتى كادت أن تغلق عليه، ولم تزحف مما يلي أبي (ع)، ثم قالت: أنت ظالم لمحمد ومحمد (ع) مظلوم منك وهو أولى بالامر منك فكف عنه وإلا توليت قتلك، فخر زيد مغشيا عليه، فأخذ أبي (ع) بيده وأقامه ثم قال: يا زيد أرأيت إن نطقت هذه الشجرة تكف؟
قال: نعم فدعا أبي (ع) الشجرة فأقبلت تخد الأرض خدا حتى أظلتهم ثم قالت: يا زيد أنت ظالم لمحمد ومحمد (ع) أولى بالامر منك، فكف عنه وإلا قتلتك، فخر مغشيا عليه فأخذ أبي (ع) بيده وانصرفت الشجرة إلى مكانها، فحلف زيد أن لا يتعرض لأبي (ع) ولا يخاصمه.
فانصرف وخرج زيد من يومه إلى عبد الملك بن مروان فدخل عليه وقال، أتيتك من عند ساحر كذاب لا يحل لك تركه، وقص عليه ما رأى، فكتب عبد الملك إلى عامل المدينة أن ابعث إلي محمد بن علي (ع) مقيدا وقال لزيد أرأيتك إن وليتك قتله تقتله؟ قال: نعم. فلما انتهى الكتاب إلى عامل المدينة أجاب عبد الملك بما هو حاصله: ليس كتابي خلافا لك يا أمير المؤمنين ولا رادا أمرك، ولكن رأيت أن أراجعك في الكتاب نصيحة مني إليك وشفقة عليك، وأن الرجل الذي أردته ليس اليوم على وجه الأرض اعف منه، ولا أزهد، ولا أورع منه وإنه في محرابه فتجمع إليه الطير والسباع تعجبا من
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست