وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٢١٦
في اليوم الذي قبض فيه، فأوصاني بأشياء في غسله وكفنه وفي إدخاله قبره، قلت جعلت فداك والله يا أبتاه ما رأيتك منذ اشتكيت أحسن هيئة من اليوم، وما رأيت عليك من أثر الموت شيئا فقال (ع): يا بني أما سمعت أبي علي بن الحسين (ع) ينادي من وراء الجدار يا محمد تعال عجل.
وفي رواية الحلي كما في الكافي عن أبي عبد الله (ع) قال، كتب أبي (ع) في وصيته أن أكفنه في ثلاثة أثواب إحداها حبرة كان يصلي فيها يوم الجمعة وثوب آخر وقميص، فقلت: يا أبي لم تكتب هذا في وصيتك؟
فقال: أخاف أن يغلبك الناس فإن قالوا كفنه في أربعة أو خمسة فلا تفعل، وعممني بعمامة وليس تعد من الكفن إنما بعد ما يلف من الجسد.
وفي رواية أخرى عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله (ع) قال: إن أبي (ع) قال لي ذات يوم في مرضه: يا بني ادخل أناسا من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم، قال: فأدخلت عليه أناسا منهم فقال: إذا أنا مت فغسلني وكفني وارفع قبري أربع أصابع ورشه بماء، فلما خرجوا قلت: يا أبتاه لو أمرتني بهذا صنعته من غير أن أدخل عليك قوما تشهدهم فقال: يا بني أردت أن لا تنازع في الإمامة، بمعنى لا تختلف فيك الشيعة ولا تنازع لان من أوصي إليه السابق في أموره الظاهرة فهو خليفته في الإمامة، ثم قضى نحبه ولقي ربه وكانت وفاته يوم الاثنين فقامت الواعية في داره، وعلا البكاء والنحيب من بيوت الهاشميين ومن الهاشميات والعلويين والعلويات وهن مشققات الجيوب ناشرات الشعور خامشات الوجوه، وماجت الدنيا بأهلها وصار كاليوم الذي مات فيه رسول الله (ص)، وأقبل أبو عبد الله الصادق (ع) وخرج لابسا ثياب الحداد شاقا جيبه مقدما ومؤخرا، وعلى مثله تشق الجيوب وتقطع القلوب، ثم قام (ع) في تهيئته فغسله كما أمره وحنطه بحنوطه. وأدرجه في أكفانه وصلى عليه مع شيعته بعد أن صلى عليه الله تعالى ورسوله وأمير المؤمنين (ع) في أوصيائه وأوصياء الأنبياء، وكان يوما هائلا على آل الرسول لانطماس المعقول
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 221 222 ... » »»
الفهرست